نلتقـى لنرتقـى |
|
| من أسرار القرآن بقلم :د/ زغلول النجار | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
طارق مصطفى أبوهمام مشرف قسم أخبار التكنولوجيا
الجنس : الابراج : العمر : 38 المشاركات : 460 نقاط : 6433 سجل فى : 02/02/2009
| موضوع: من أسرار القرآن بقلم :د/ زغلول النجار الإثنين أبريل 06, 2009 11:08 am | |
| من أسرار القرآن بقلم:د. زغلـول النجـار(295)ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم..( إبراهيم:37) | |
هذا النص القرآني الكريم جاء في أواخر الربع الثالث من سورة' إبراهيم' وهي سورة مكية, وآياتها ثنتان وخمسون(52) بعد البسملة, وقد سميت بهذا الاسم تكريما لأبي الأنبياء إبراهيم- عليه السلام- الذي جاء ذكره في الآيات(35-41) من هذه السورة المباركة. ويدور المحور الرئيسي لسورة' إبراهيم' حول قضية العقيدة شأنها في ذلك شأن كل السور المكية.
هذا وقد سبق لنا استعراض هذه السورة الكريمة, وما جاء فيها من ركائز العقيدة والإشارات العلمية, ونركز هنا علي ومضات الإعجاز العلمي والتاريخي في الآيات(35 ـ41) منها, والتي جاء فيها علي لسان عبدالله وخليله إبراهيم ـ عليه السلام ـ قول ربنا ـ تبارك وتعالي:
وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام* رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم* ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون* ربنا إنك تعلم ما نخفي وما نعلن وما يخفي علي الله من شيء في الأرض ولا في السماء الحمد لله الذي وهب لي علي الكبر إسماعيل وإسحاق إن ربي لسميع الدعاء* رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء* ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب( إبراهيم35 ـ41)
من أوجه الإعجاز العلمي والتاريخي في هذه الآيات أولا ـ في قوله ـ تعالي:' وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا'( إبراهيم35).
إجابة لهذا الدعاء جعل الله ـ تعالي ـ الحرم المكي بلدا آمنا, بمعني أن كل من دخل إلي هذا الحرم صار آمنا علي نفسه, مطمئنا علي ماله, ولو كان مطلوبا للثأر فلاذ بالحرم, وكان ذلك سائدا حتي في زمن الجاهلية, وكان من بقايا إجلال الناس لهذا المكان الذي حرمه الله ـ تعالي ـ يوم خلق السماوات والأرض, أما اليوم فمن اقترف جرما فيه من جرائم الحدود أقيم عليه الحد الشرعي.
والأمن في الحرم المكي ليس للإنسان فقط, بل هو أيضا لجميع الكائنات من حيوان ونبات وجماد, فقد حرم رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ أن يعضد شوكه أو أن يقلع حشيشه أو أن يقطع شجره الفطري أو أن ينفر صيده أو أن تلتقط لقطته إلا لمن أراد أن يعرف بها. وقد لاحظ المراقبون أن الحيوانات الضارية لا تصطرع مع بعضها البعض, ولا مع غيرها في الحرم المكي بل تخالط من الحيوانات ما تعودت علي افتراسه خارج حدود الحرم المكي, فإذا رأته في هذه البقعة المباركة لم تتعرض له بأذي.
ويروي لنا التاريخ أن كل جبار قصد الحرم المكي بسوء أهلكه الله ـ تعالي ـ ولم يمكنه من تحقيق هدفه, وذلك من مثل ما حدث مع أصحاب الفيل.
وربنا ـ تبارك وتعالي ـ قد تعهد بحماية بيته العتيق وحرمه فقال ـ عز من قائل:'.... ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم'( الحج25).
وتحقيقا لهذا الوعد الإلهي فإن العقوبة تعجل لكل من انتهك حرمة في الحرم المكي, وتأكيدا علي حماية رب العالمين لهذا الحرم الشريف قال المصطفي ـ صلي الله عليه وسلم ـ الدجال يطوي الأرض كلها إلا مكة والمدينة, وقال ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ في يوم فتح مكة لاتغزي مكة بعد هذا اليوم أبدا.
ومن الشواهد المادية علي كرامة الحرم المكي توسطه من اليابسة, وانتفاء الانحراف المغناطيسي علي مسار خط طول مكة المكرمة, وحماية الله ـ تعالي ـ له من كل من الهزات الأرضية المدمرة والثورات البركانية العنيفة, علي الرغم من قربه من خسوف البحر الأحمر.
ثانيا: في قوله ـ تعالي:' واجنبني وبني أن نعبد الأصنام'( إبراهيم35).
استجابة لهذه الدعوة الصادقة من نبي الله إبراهيم ـ عليه السلام ـ فإن الله ـ تعالي ـ حفظه وحفظ بنيه من عبادة الأصنام, فكان منهم عدد كبير من الأنبياء الذين آمنوا بالتوحيد الخالص لله ـ تعالي ـ أمثال ساداتنا إسماعيل, اسحاق, يعقوب, والأسباط, ويوسف, وبقية الأنبياء إلي خاتمهم أجمعين, سيد الأولين والآخرين, سيدنا محمد ـ صلي الله وسلم وبارك عليه وعليهم أجمعين.
ثالثا: في قوله ـ تعالي:' رب إنهن أضللن كثيرا من الناس...'( إبراهيم36).
ومن الثابت تاريخيا أن البشرية بعد إيمانها بالتوحيد الخالص لعشرة قرون كاملة بين آدم ونوح ـ عليهما السلام ـ ظلت تتردد بين التوحيد والشرك, وبين الإيمان والكفر من زمن نبي الله نوح ـ عليه السلام ـ وحتي اليوم, وسوف تظل كذلك إلي قيام الساعة تحقيقا لقول ربنا ـ تبارك وتعالي ـ علي لسان عبده ونبيه إبراهيم:' رب إنهن أضللن كثيرا من الناس...'.
رابعا: في قوله ـ تعالي ـ علي لسان عبده ونبيه إبراهيم ـ عليه السلام ـ:' فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم'( إبراهيم36).
في هذا النص الكريم تأكيد علي أن عددا من ذرية إبراهيم ـ عليه السلام ـ سوف يلتزم نهجه, وأن عددا آخر لن يلتزم نهجه, وقد تحقق ذلك بالفعل. وفي النص أيضا تأكيد أن من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه كما أشار نبينا المصطفي ـ صلي الله عليه وسلم ـ وهي حقيقة من حقائق الشرع الحنيف لأن الله ـ تعالي ـ يفاضل بين عباده المكلفين علي أساس من تقوي الله والعمل الصالح, وليس علي أساس النسب كما يدعي اليهود بأنهم شعب الله المختار, وأبناؤه وأحباؤه مهما كانت أعمالهم!!
خامسا: في قوله ـ تعالي ـ علي لسان عبده ونبيه إبراهيم ـ عليه السلام ـ:' ربنا إني أسكنت من ذريتي' (إبراهيم37).
فمن الدقة المطلقة في هذا النص القرآني الكريم ورود التعبير( من ذريتي) لأن فرعا واحدا من ذريته هو الذي أسكن عند بيت الله الحرام, وهو فرع سيدنا إسماعيل الذي ختم ببعثة خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد ـ صلي الله وسلم وبارك عليه وعلي أنبياء الله أجمعين.
|
| |
| | | طارق مصطفى أبوهمام مشرف قسم أخبار التكنولوجيا
الجنس : الابراج : العمر : 38 المشاركات : 460 نقاط : 6433 سجل فى : 02/02/2009
| موضوع: رد: من أسرار القرآن بقلم :د/ زغلول النجار الإثنين أبريل 06, 2009 11:12 am | |
| سادسا: وفي قوله ـ تعالي ـ:'... بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم...'( إبراهيم37).
ولم يقل: بوادي غير ذي نبت لأن الزرع لا يتحقق إلا في الأماكن الآهلة بالسكان, الذين منهم من يستطيع القيام بالزراعة إذا توافرت شروطها. ولما لم يكن في الحرم المكي كله أي مقيم ساعة أن أمر نبي الله إبراهيم ـ عليه السلام ـ بوضع زوجه السيدة هاجر عليها رضوان الله ورضيعها إسماعيل ـ عليه السلام ـ عند قواعد البيت الحرام فقد انتفت إمكانية وجود أية زراعة, ولم تنتف إمكانية وجود بعض النباتات الفطرية, لأن لفظة( نبات) كلمة عامة تشمل كل ما تنبته الأرض بالفطرة أو بالزراعة.
سابعا: في قوله ـ تعالي ـ:'... ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم...' (إبراهيم37).
وهذا النص القرآني الكريم يمثل دعوة أطلقها نبي الله إبراهيم ـ عليه السلام ـ منذ نحو أربعة آلاف سنة فاستجاب الله ـ تعالي ـ دعوته وتحققت, ولا تزال تتحقق إلي اليوم, وإلي ما شاء الله ـ سبحانه وتعالي ـ فمن الثابت تاريخيا أنه لم يكن هناك ساكن واحد في وادي مكة زمن بعثة نبي الله إبراهيم ـ عليه السلام ـ واليوم وصل تعداد سكانه المقيمين قرابة مليون نسمة, ووصل أعداد الحجاج والمعتمرين إلي عشرات الملايين في كل عام, ولا تزال قلوب مئات الملايين من المسلمين تهفو لزيارة مكة المكرمة سواء استطاعوا تحقيق ذلك أو لم يستطيعوا والتعبير القراني:... ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم.. أي تسرع الخطي إليهم شوقا وتلهفا ومحبة وتوددا, وهي بشري انتشار السلام بين جميع أجناس الأرض, وهو ما تحقق بالفعل.
ثامنا: قوله تعالي..... وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون( إبراهيم37).
هذا النص القرآني الكريم هو من بقية دعاء إبراهيم ـ عليه السلام ـ لمن أسكن من ذريته بوادي مكة, وقد استجاب الله ـ سبحانه وتعالي ـ لهذا الدعاء فرزق أهل هذا الوادي غير ذي الزرع ثمارا تجبي إليه من كل أماكن الأرض ليكون ذلك عونا لهم علي طاعة الله ـ تعالي ـ وعبادته, وعلي الاستمرار في رعاية بيته الحرام, وخدمة الحجاج إليه والمعتمرين به, وكانت هذه الثمار ولاتزال يؤتي بها من جميع بقاع الأرض إلي أهل مكة المكرمة وإلي من جاورهم من أهل الجزيرة العربية.
تاسعا: في قوله ـ تعالي ـ: ربنا إنك تعلم ما نخفي وما نعلن* وما يخفي علي الله من شيء في الأرض ولا في السماء* (إبراهيم38).
وفي ذلك تأكيد إحاطة علم الله ـ تعالي ـ بكل شيء, والعلوم المكتسبة تؤكد حتمية وجود مرجعية للكون في خارجه( لايحدها أي من المكان أو الزمان, ولا يشكلها أي من المادة أو الطاقة), وهذه المرجعية لوجودها خارج الكون فلابد أن تكون محيطة بكل صغيرة وكبيرة من أمور الكون والكائنات جميعا, ومنها الإنسان الذي يعلم ربنا ـ تبارك وتعالي ـ ما يخفي كل فرد منا وما يعلن. كذلك تشير المعارف المكتسبة إلي أن نسبة المعروف من مادة الكون المنظور هي في حدود(0.4%) فقط, والباقي يعرف باسم المادة الداكنة( الخفية) كذلك فإن نسبة المعروف من طاقة الكون لا تكاد تتعدي(3.7%) فقط.
عاشرا: في قول إبراهيم ـ عليه السلام ـ:' الحمد لله الذي وهب لي علي الكبر إسماعيل وإسحاق إن ربي لسميع الدعاء'( إبراهيم39).
وفي هذه الأية الكريمة إشارة إلي قدرة الله علي إعطاء الذرية لن يشاء حتي في السن الطاعنة في الكبر, وهو ما حدث مع كل من أنبياء الله: إبراهيم, وزكريا, وأيوب( عليهم السلام), ومن غيرهم ممن استجاب الله ـ تعالي ـ دعاءهم وهو ـ تعالي ـ سميع مجيب الدعوات.
حادي عشر: في قوله ـ تعالي ـ علي لسان عبده ونبيه إبراهيم ـ عليه السلام ـ:' رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء. ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب' (إبراهيم40 ـ41).
وفي هاتين الآيتين الكريمتين إشارة مرة أخري إلي أن نسل إبراهيم ـ عليه السلام ـ لن يكون كله مقيما للصلاة, ولذلك قال( ومن ذريتي), وفيه ايضا تذكرة لضرورة طلب المغفرة للوالدين, وللمؤمنين باستمرار خاصة في يوم الحساب.
هذه الوقائع لم يرد لها ذكر في كتب الأولين, وإن جاءت إشارات متناثرة في العهد القديم إلي جبال باران أو جبال فاران وهي جبال مكة المكرمة التي وضع عندها نبي الله إبراهيم زوجه السيدة هاجر ورضيعها إسماعيل; كما جاءت إشارات مبهمة إلي بئر زمزم, لكن ورود الواقعة في القرآن الكريم بهذا التفصيل الدقيق يعتبر إعجازا تاريخيا متفردا, كما أن الدقة العلمية البالغة التي صيغت بها وقائعها تعتبر من صميم الإعجاز العلمي في كتاب الله.
وهذا الإعجاز التاريخي والعلمي مما يشهد للقرآن الكريم بأنه كلام رب العالمين, الذي حفظ في صفائه الرباني وإشراقاته النورانية, كما أوحاه ربنا ـ تبارك وتعالي ـ إلي خاتم أنبيائه ورسله ـ صلي الله عليه وسلم ـ وتعهد بحفظه في نفس لغة وحيه( اللغة العربية) فحفظ علي مدي تجاوز الأربعة عشر قرنا دون أن يضاف إليه أو أن يختصر منه حرف واحد, وتعهد ربنا ـ سبحانه وتعالي ـ بحفظ القرآن الكريم تعهدا مطلقا حتي يبقي هذا الكتاب المجيد شاهدا علي الخلق أجمعين إلي ما شاء الله بأنه كلام رب العالمين, وشاهدا للنبي الخاتم الذي تلقاه بالنبوة وبالرسالة, فصلي الله وسلم وبارك عليه وعلي اله وصحبه ومن تبع هداه ودعا بدعوته إلي يوم الدين, وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
منقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــول تحياتى طارق مصطفى أبوهمام مشرف قسم أخبار التكنولوجيا
| |
| | | م/محمد ربيع مشرف منتدى الكتب الإلكترونية وشروحات البرامج
الجنس : الابراج : العمر : 35 المشاركات : 650 نقاط : 6429 سجل فى : 10/02/2009
| موضوع: رد: من أسرار القرآن بقلم :د/ زغلول النجار الإثنين أبريل 06, 2009 11:17 am | |
| | |
| | | سليم شمندى ابو الليل
المدير العام
الجنس : الابراج : العمر : 45 المشاركات : 1081 نقاط : 7415 سجل فى : 01/02/2009
| موضوع: رد: من أسرار القرآن بقلم :د/ زغلول النجار الإثنين أبريل 06, 2009 11:30 am | |
| | |
| | | طارق سيد عمر فرشوطى كبير
الجنس : الابراج : العمر : 41 المشاركات : 203 نقاط : 6016 سجل فى : 31/01/2009
| موضوع: رد: من أسرار القرآن بقلم :د/ زغلول النجار الإثنين أبريل 06, 2009 11:04 pm | |
| | |
| | | | من أسرار القرآن بقلم :د/ زغلول النجار | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|