كيف نصل الى مونديال 2010؟!

انتهت مباراة مصر و زامبيا بالتعادل الإيجابى الذى يراه البعض مخيباً للأمال و مصدراً للإحباط و قاتلاً لحلم الوصول للمونديال!!

انتهى اللقاء بتعادل تسببت فيه عدة عوامل خططية و بدنية و فنية ، لن اتحدث عنها لأنها معلومة للجميع و لا تحتاج لتدخل جهابذة التحليل من أجل تفسيرها.

فبسؤالك لرجل الشارع العادى عن تلك الأخطاء ستجده يقول لك " إزاى بركات يلعب باك شمال!" و ستجد أخر يقول " مفيش لعيب يربط بين الوسط الهجوم!" و ستجد من تغلبت عليه عاطفته نحو ناديه الأهلى ليقول" مش أنتو عايزين توقعوا الأهلى أهو لما الأهلى و قع المنتخب كمان وقع!" مستشهداً بتألق الأهلى و ما ترتب عليه من ارتفاع مستوى منتخب مصر و فوزه بأمم أفريقيا 2006 و 2008 ، بل أنك ستجد رابعاً يعشق الأبيض يقول" شيكابالا مش فى المنتخب لازم ده يحصل ، خلى حسن شحاتة فرحان بقى بلاعيبة الأهلى!" .

كل تلك أراء بعضها صحيح و بعضها تحكمت فيه العاطفة لتلغى العقلانية فى التفكير ، و لكن ماهو المطلوب خلال المرحلة القادمة لتحقيق حلم يطمح اليه كل مصرى مهما كانت لون فانلة ناديه؟!

أولاً- يجب علينا كمصريين و خاصة الإعلاميين التخلص من ثقافة "لطم الخدود " عند كل خسارة أو نتيجة غير ايجابية و التخلص ايضاً من ثقافة " التهليل و المبالغة فى الفرحة" عند كل فوز أو نتيجة إيجابية.

فقبل المباراة بيوم كان حسن شحاتة هو أبرع مدربى الكرة فى مصر و أفريقيا و ظل الجميع يستشهد بما فعله هو ورجاله فى لاعبين أكفاء من عينة دروجبا و إيتو و سونج و يايا توريه فى 2006 و 2008 .

و بعد المباراه أصبح شحاتة مدرباً غير واعى و غير ذكى و لا يفقه شئ فى قواعد التدريب ، بل و طالت الإتهامات لاعبين هم نفسهم الذين طالما تسببوا فى جعلنا نسهر حتى الصباح فى شارع عباس العقاد و على كوبرى 6 أكتوبر و داخل نفق الثورة و على جانبى شارع جامعة الدول العربية فرحين مهللين بما حققوه من انجازات.

استهنا بخصمنا و تلقينا درس لن ننساه ، و لنتعلم منه أن روندا هى المرشحة الأولى للوصول الى المونديال و نتعامل مع كل فرق المجموعة على أنها "كوت ديفوار أو الكاميرون" ، مع الأخذ فى الإعتبار عدم تشكيل ضغط نفسى و معنوى على منتخبنا يؤثر بالسلب على لاعبيه أمام الجزائر ، فمباراة زامبيا مجرد مباراة خسرنا فيها نقطتان من أصل 18 نقطة قادرين على حصد ما يكفينا منهم للوصول الى جنوب أفريقيا.

ثانياً- نحن 80 مليون مصرى و لا أعلم السبب فى تدخل كل فرد منا فى شئون الأخر فأحياناً تجد أنسان لم يشأ له الله أن يصبح مهندساً يقول" العمارة دى لو جت كدة شوية حتبقى أحسن!" فهل تفقه فى شئون البناء و العمارة أكثر من المهندس الذى قضى 5 سنين فى دراسة تلك الشئون؟!!

و تجد أخر يقول لك " المفروض البنك المركزى يطبع فلوس كتير عشان الأزمة الإقتصادية تتحل!" ، هل كل خبراء الإقتصاد الذين تعج بهم البلد لا يعجبونك؟!!

القصد أن المدير الفنى مدير فنى و اللاعب لاعب و الإعلامى إعلامى و المشجع مشجع ، و نحن دورنا كإعلاميين نخاطب جمهور واعى و زكى أن نوجهه نحو المصلحة العامة غير عابئين بالمصالح الشخصية ، وعلى الجمهور ان يقوم بدوره فى المساندة و التشجيع تاركاً الأمور الفنية و الإدارية لناسها.

ثالثاً- التخلص من الشماتة التى أصبحت تسيطر علينا ، فلا يعقل أن يفرح زملكاوى بسبب عدم تمكن تريكة من إحراز هدف الفوز !! ، و ليس من المنطقى أن يغضب أهلاوى بسبب أن هدف المباراة أحرزه عمرو زكى و ليس متعب!

مصر هى من تلعب و مهما كانت نسبة كراهية البعض منا للأهلى أو الزمالك فليس من حقنا أن نجرد أحد من مصريته كونه أهلاوى أو زملكاوى ، فى مباريات الفريقين لا مانع من إظهار كل منا كراهيته للأخر ، و لكن أن يصل الأمر الى حد إشهار الكراهية على لاعب يخوض مباراة بأسم منتخب مصر ، إذاً فالقضية أصبحت "مدمرة" و ليست مجرد "شائكة".

يا جماهير مصر " أهلاوية كنتم أو زمالكوية أو حتى إسماعلاوية" فلننسى شوبير بما فعله و يفعله و سوف يفعله ، فلننس الغندور بحركاته و اسفزازاته ، فلننس شلبى و طاقمه فى برنامجه "مساء الأنوار عليكم" ، فلننسى شحاتة باختياراته سواء رضينا بها أو لم نرضى فهو أكثر من يريد أن يفوز المنتخب و يتأهل و أن كان ليس بسبب حبه لمصر فبسبب أن تلك المهنة هى " أكل عيشه" ، فلننسى سمير زاهر و اتحادة سواء كونا مؤيدين له أو معارضين ، فلننسى كراهيتنا لشيكابالا و حقدنا على تريكة و غضبنا من كل ما هو أحمر و تعصبنا من كل ماهو أصفر ، و نتذكر مصر.

أعلنها صريحة فى نهاية مقالى الذى أعتز به لأننى أخاطب عن طريقه جماهير واعية ستدرك ما أهدف الى توصيله ، لطالما ذهبت الى الإستاد و صببت جام غضبى على عمرو زكى و سببت شيكابالا و لعنت كل من يرتدى اللون الأصفر بسبب رغبتى فى دعم و تشجيع فريقى الذى أفرح لفوزه و أبكى لهزيمته ، و لكن لأن الهدف حالياً هو الأسمى و لأن الوصول الى كاس العالم هو حلم عمرى الذى أتمنى أن يتحقق – و الله العظيم- فأنا أقولها "بالفم المليان" أنا على استعداد لأن أحمل شيكابالا أو عمرو زكى أو حتى المعتصم سالم نفسه أو أى لاعب أهلاوى كان أو لم يكن على أكتافى سائراً به فى شوارع مصرنا المحروسة إذا جاء هدف تأهلنا لمونديال 2010 عن طريق أياً منهم.

» أستراليا على أبواب التأهل لنهائيات مونديال 2010
» جدول مباريات مصر فى تصفيات كاس العالم 2010
» مصر تبدأ مطاردة حلم 2010 بموقعة زامبيا
» مصر تبدأ مطاردة حلم 2010 بموقعة زامبيا
» شويت صور لمتسكلات جديده جداااااااا جدااا 2010