|
صورة لعبارة الفرعون باللغة المصرية القديمة |
نزول يوسف إلى مصر:
ومن المتفق عليه أن نزول يوسف إلى مصر وحكمه كان قبل بعثة موسى عليه السلام بفترة طويلة وذلك لقوله تعالى على لسان مؤمن آل فرعون (لَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ )[سورة غافر].
فالمصريين لم يقولوا لن يبعث الله من بعده رسولا إلا بسبب الفترة الطويلة التي جاءت بعده ولم يرسل فيها الله نبياً وهذا بعكس أنبياء بيني إسرائيل الذين كان الله سبحانه يرسلهم على فترات متقاربة وبما أن بعثة موسى كانت في زمن فرعون مصر (رمسيس الثاني) كمان تبين لنا في بحث سابق فلا شك أن يوسف كان في مصر قبل عصر الأسرة الثامنة عشرة أي الفترة التي كان يطلق على حكام مصر لقب الملك بغض النظر إن كان الحكام مصريين أم من الهكسوس فالكل كان يطلق لفظ ملك على الحاكم.
|
صورة للوح تم اكتشافه في منطقة شاطئ الجزيرة في الصعيد يتحدث عن مجاعة حدثت في أيام الملك دوسر من الأسرة الثالثة واستمرت لمدة سبع سنوات(2) |
حجر جزيرة الشاطئ:
تم اكتشاف حجز يعود إلى الأسرة الثالثة وتحدياً إلى عصر الملك دوسر حيث كتب عليه ( الملك زوسر يطلب من الآلهة رفع المجاعة التي ضربت مصر والتي استمرت لسبع سنوات إلخ ..)(2)
وأنا أرجح أن يكون يوسف قد حكم مصر في عهد الملك زوسر أو دوسر في عصر الأسرة الثالثة لأنه جرى توثيق لهذه المجاعة على أنها استمرت لسبع سنوات كما انه تمت الإشارة إلى حاكم مصر على أنه الملك وليس الفرعون وهذا أيضا موافق للقرآن الكريم.
الإعجاز الغيبي للقرآن
لقد فرق القرآن بين عصريين مهمين في التاريخ المصري وهو عصر ما قبل الفراعنة أي ما قبل الأسرة الثامنة عشرة الذين كانوا يطلقون لقب الملك على حكامهم وعصر ما بعد الفراعنة الذين كانوا يطلقون لقب الفرعون على حكامهم وذلك ابتداء من الأسرة الثامنة عشرة بعكس التوراة التي لم تفرق بين العصرين أو اللقبين ففرعون هو اللقب الخاص لحكام مصر في التوراة سواء أيام نبي الله يوسف أو نبي الله موسى وهذا يخالف العلم الحديث.
أما القرآن الكريم فكان ولا يزال كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه والذي يوجد فيه أي تناقض.
قال الله تعالى:( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا)[سورة النساء].
بقلم فراس نور الحق مدير موقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنةwww.55a.net