ربما ينعتني البعض بالتخلف والرجعية إذا ما قلت أن مكان المرأة هو منزلها، فقد يقول البعض أن خروج المرأة للعمل حق لها، ولكنني أجد بقاءها في المنزل لترعى أولادها وزوجها واجب عليها.
الضرر الذي أصابنا جراء عمل المرأة خارج المنزل أكثر من الفوائد بكثير، فانتشرت الفتن وعمت الفوضى، فضلاً عن الانتقاص من حق الرجل في العمل، فأصبح الرجل عاطلاً عن العمل، ليس لأن المرأة أكفئ منه في هذا المجال، بل لأن أرباب العمل يجدونها واجهة جميلة لإقناع الزبائن من الرجال بشراء منتجات وخدمات المؤسسة.
الفكرة تتلخص أن الكثير من المهن التي تعمل بها المرأة حالياً لا تتناسب مع قوة جسمها وأنوثتها، فمهن مثل التدريس والتمريض مهن مناسبة جداً لها، بل هي الأكفئ في القيام بها، على عكس مهن أخرى تحتاج لقوة عضلية أو صفات معينة لا تتوفر في المرأة، ليس لأنها ضعيفة جسديا أو عقليا، وإنما خلقها الله سبحانه وتعالى لتقوم بمهمة أجل وأعظم من العمل خارج المنزل، فتكرم عليها سبحانه بأشرف عمل وأصعبه وفيه مسؤولية كبيرة لا تخفى عن الكثيرين، ألا وهي تربية الأولاد، فتربية الأولاد مهمة صعبة لكنها تعد جيلاً قويا وأمة لا تقهر إذا ما تربوا هؤلاء الأولاد التربية السليمة، فهل هنالك أجل وأعظم من مهمة كهذه أكرم الله بها المرأة؟!
ولا أبالغ في القول أن السبب الرئيسي لتردي الأخلاق بشكل عام في المجتمع، هو بعد المرأة عن بيتها وأولادها وزوجها، فكل يغني على ليلاه والضحية هم الأطفال، الذين قد ينحرفوا عن الطريق السليم لإنشغال كلا الوالدين عنهم في جمع الماديات، نعم المادة مهمة جدأً ولكنها ليست أهم من أولادكم فلذات أكبادكم.
ولن أتحرج من القول أن المرأة العربية أضحت سلعة تباع وتشترى حتى عندما تتزوج، فيأتي العريس ويقول "ما مهرها؟" وربما ينبغي أن يقول: "كم سعرها؟!" فيطلب والدها مبلغاً باهضاً، وهنا تبدأ مرحلة (المفاصلة) على سعر العروس أقصد مهرها، فأصبحت النساء لا تتزوجن للسترة، بل من أجل المال والسيارات والعقارات، ثم يحدث الطلاق بين ليلة وضحاها، لإختلافات عديدة من الزوجين، لأن زواجهما ليس مبني على أسس دينية وأخلاقية، إنما هو مبني على أسس دنيوية ومادية بحتة، فمن المؤكد أن زواج هش مثل هذا مصيره الطلاق المحتم، وهذا ما شهدناه مؤخرا في الأردن من ارتفاعات حالات الطلاق في المحاكم الشرعية.
ولا يكفي أن تجعل المرأة من نفسها سلعة في الزواج، فهي سلعة للفضائيات التي تتاجر بها لجذب الإعلانات التجارية، وهي سلعة للمجلات الرخيصة، وهي وهي وهي.
خلاصة الحديث أنه في رأيي لا تكون المرأة نصف المجتمع إلا في بيتها، في تربيتها لأولادها، ورعايتها لزوجها الذي اختارته لرفع أخلاقه وحلاوة دينه، أما خروج المرأة خارج بيتها فهو فتنة للمجتمع، ولن يحقق لنا إلا الهلاك.
عندما ننظر إلى الطير وسائر المخلوقات، وكيف يلاحق الذكر الأنثى، فعلينا أن نتذكر جيداً أننا نتشابه مع هذه المخلوقات في الفطرة، ونختلف عنها بالعقل والمشاعر.
عندما نسعى للحاق بالركب العالمي، لا ينبغي أن نقلدهم في عاداتهم وتقاليدهم وسلوكهم، بل ينبغي علينا أن نأخذ علمهم ونضيف شيئاً جديداً عليه، فكما استطاعوا هم أن يأخذوا علومنا في الماضي ويضيفوا عليها مع المحافظة على بصمتهم وهويتهم الخاصة، نستطيع نحن أيضاً فعل ذلك دون جلد ذاتنا أو انكار هويتنا، فلنتذكر ذلك جيداً ولننطلق في فضاء الانجاز.
