منقول لكم من منتدي انساب السادة الهمامية
بواسطة مشرف المنتدي العام - داود ابو النصر صبيح همام
-------------------------------------------------------------
كتاب : مساجد مصر واولياؤها الصالحون
الدكتورة : سعاد ماهر محمد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جامع همام
بفرشوط ( 1183 هجرية ) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
فرشوط من القري القديمه بمحافظة قنا مركز نجع حمادي , ذكر اميلينو في جغرافيته باسم
Fargout , ووردت في تاج العروس ( فرجوط ) كعصفور , قال وعلي السنة العامة , فرشوط كبردون . وذكر باقوت فرشوط في معجمه فقال : قرية كبيرة علي شاطئ غربي النيل من صعيد مصر . ووردت في قوانين الدوادين , فرجوط من اعمال القوصية. ويقول محمد رمزي ( في القاموس الجغرافي ) وكانت فرشوط قاعدة لقسم فرشوط من تاريخ انشائه سنة 1829 م الي ان نقل منها ديوان القسم الي نجع حمادي سنة 1886 م .
ويتحدث علي مبارك ( الخطط التوفيقيه ) عن فرشوط فيقول , فرشوط قرية من مديرية قنا هي رأس مركز في غربي النيل باكثر من ساعة وفي شمال قرية الكوم الاحمر علي نحو ربع ساعة, وفي جنوب قرية القمانه , ويقابلها علي الشاطئ الشرقي قرية نجع ابن سالم , وهي كثيرة العماره المبنية مت الاجر وبعضها مكون من ثلاث طبقات , وبها مصنع للاقمشة, كما تحتوي علي قيساريتان ( سوق مركزي ) بها مجموعة من الحوانيت والقهاوي واربع وكائل وجوامع عامرة , وفي جهتها الشرقية يوجد جامع شيخ العرب .
ويروي علي مبارك تاريخ شيخ العرب همام , فيقول كانت فرشوط في العصور الماضية من اعظم بلاد الصعيد , وخاصة في عهد الشيخ همام , الجناب الاجل والكهف الاظل ملجأ الفقراء الامراء ومحط رجال الفضلاء والكبراء وهو الامير شرف الدولة شيخ العرب همام بن يوسف بن احمد (يعرف محمد وينعت همام ) بن صبيح بن همام سيبيك الهواري عظيم بلاد الصعيد واميره وحاكمه من ادناه الي اقصاه .
وقد كان الشيخ همام حاكم غير متوج , فقد كان له جنود وعدد وذخائر ودانت له الرقاب وذلت له الصعاب , وكان خيره يعم القريب والبعيد , وكان اذا نزل لساحته الوفود والضيفان تلقاهم الخدم وانزلوهم في اماكن معدة لامثالهم واحضروا لهم جميع ما يلزم من السكر وعسل الشمع وغير ذلك .
وكانت الجواري تنعم بالسكر والغلال والتمر وكذا العبيد , وكان لللارض المنزرعة قصب السكر اثني عشر الف ثور , خلاف المعد للحرث ودرس الغلال والسواقي والطواحين. كما كان يوجد الجواميس والابقار الحلابه وغير ذلك من الماشية , اما شون الغلال وحواصل التمر بانواعه والسكر فشئ لا يعد ولا يحد .
وكان للشيخ همام دواوين وعدة كتاب من الاقباط لا يبطل شغلهم ابدا . وكانت له صلات واغداقات وغلال يرسلها للعلماء وارباب المظاهر وغيرهم بمصر وغيرها كل سنة . الا ان الامر لم يدم للشيخ همام , اذ لم يكد يظهر امر علي بك الكبير واختلافه مع خشداشيه, محمد ابو الدهب , فسافر علي بك الي الصعيد وانضم الي صالح بك , ثم بعد ذلك غدر علي بك بصالح فقتله . فخرجت عشيرته الي الصعيد واخبرت شيخ العرب همام بذلك , فاغتم علي فقد صالح بك غما شديدا , لانه كان صديقه .
وقد دفعت الصداقه , الشيخ همام الي ان يشير علي عشيرة صالح بك ان يذهبوا الي اسيوط ويمتلكوها , قائلا لهم انها باب الصعيد . فذهبوا اليها وملكوها , وهرب من كان فيها , فوصل الخبر الي علي بك , فارسل تجريدة بددت شمل العصاة , وقتل منهم من قتل وفر من فر .
ثم توجه محمد بك ابو الدهب لقتال همام , لما ثبت لديهم من خيانته , وارسل الي اسماعيل ابو عبد الله بن عم همام يستميله ووعده ببلاد الصعيد عوضا عن شيخ العرب همام . فاطمأن اليه الشيخ اسماعيل ابو عبدالله وركن الي وعده وصدق تمويهاته . فتقاعس عن القتال مع ابن عمه وثبط طوائفه , فعند ذلك تحقق عند الشيخ همام , انه مطلوب وان لا بد مغلوب خاصة مع ما وقع من فشل كبار الهوارة واقاربه ونفاقهم عليه .
عند ذلك لم يسع الشيخ همام الا الاتحال من فرشوط وتركها بما فيها من الخيرات وذهب الي جهة اسنا فمات مكمودا مقهورا سنة ثلاث وثمانين ومائة والف , وبعد موته دخل محمد ابوالدهب فرشوط فملكها ونهبها واخذ جميع ما كان بدوائر همام واقاربه وزالت دولة شيخ العرب همام من بلاد الصعيد .
الوصف المعماري
فرشوط قرية من محافظة قنا تقع علي الصفة الغربية للنيل . وكانت تعرف باسم برشوط ثم قلبت الباء فاء واصبحت فرشوط . ومن عمائر فرشوط الهامة جامع همام الذي يرجع الي القرن الثامن عشر . ويتكون المسجد من صحن مكشوف تحيط به الاروقة من جوانبه الاربعة , وهو مبني بالاجر من الداخل والخارج علي السواء . ويحيط به الاروقه من جوانبه الاربعة , وهو مبني بالاجر من الداخل والخارج علي السواء . ويحيط بسقف المسجد وزره خشبيه نقش عليها قصيدة البردة وانتهت بما نصه : " انشاء الشيخ بن الشيخ يوسف الله تعالي هذا المسجد المبارك وعمارته سنة الف وماية واثنين وسبعين . وقد تبرك بكتابته عبد الهادي بن اسماعيل " . وتقع مئذنة المسجد في الركن الشمالي الغربي وهي من الطوب كذلك , وعلي الواجهه الرئيسية للمسجد في الجهة الغربية كتبت بعض ابيات من الشعر نصها :
لجامع همام بن يوسف رونق -------- به لاذت العباد من كل وجهة
عليه علامات القبول لوائح ---------- وقد طاب من ارجائه كل بقعة
فيا داخلا ادع لمنشئ -------- وأرخ بسدان شر المنية
كتبه علي تابع شيخ العرب همام سنة 1172 هجرية .
وكان شيخ العرب الامير همام قد غادر فرشوط الي اسنا علي اثر الخلافات التي دبت بينه وبين علي بك الكبير . بعد ان تأكد من هزيمته اذا ما دارت بينهما الحرب . وقد مات كمدا في اسنا ونقل الي فرشوط ودفن في المسجد المعروف باسمه .
ولعل من اهم مميزات جامع همام بفرشوط مئذنته المكونه من ثلاثة طوابق يفصل بينها شرافات خشبية . ويتكون الطابق الثالث من شكل جوسق صغيرة به اربع فتحات مقبية . ويعلوا الطابق الثالث عمود قصير يحمل الهلال وهي تشبه الي حد كبير مئذنة مسجد الكاشف بسوهاج ومنذنة مسجد المتولي بجرجا . ومثل هذه المئذنة يوجد نادرا في الصعيد , وكلنها كثيرة الانتشار في الوجه البحري , وهي من مميزات المآذن العثمانية بخلاف النوع المعروف بشكل المسلة او القلم الرصاص .