الدكتور لويس عوض والهمامية

هذا الموضوع منقول لكم من منتدي انساب السادة الهمامية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يتناول كتاب تاريخ الفكر المصري الحديث للدكتور لويس عوض تاريخ مصر المحروسة من الحملة الفرنسية الي عصر اسماعيل – بكل موضوعية ونزاهة الباحث المصري الاصيل الذي يكتب تاريخ بلده ويركز فيه علي دور المصريين ومدي مساهماتهم في تاريخ بلادهم –وهو دور اصيل ومهم حيث انهم اصحاب البلد - عكس اخرين وهم للاسف كثيرين يكتبون دائما عن الاجنبي - اما دور اصحاب البلد فلا يستهويهم والسبب - اعتقد - لان دائما اولاد البلد يعملون في صمت وفي الامد الطويل – ليس في الامد القصير – فلا يري اصحاب النظرة القصيرة دورهم وانما يراه هؤلاء الذين يملكون ما يطلق عليه - بعد نظر – ومنهم كاتبنا المحترم لويس عوض – شكرا له علي ابراز دور المواطن المصري في تاريخ بلادهم وخصوصا دور الامير همام ومعه الهوارة والفلاحين وجميعهم مواطنين مصريين ساهموا في تاريخ هذا البلد ولم ينالوا حظهم مع كثير من المؤرخين – وشكرا مرة اخري .

ما سجلته هنا هو كل ما كتب عن همام والهوارة ودورهم في تاريخ الفكر المصري الحديث من وجهة نظر الدكتور – ولم اركز علي باقي المساهمين .

داود ابو النصر صبيح همام

دكتور لويس عوض

تاريخ الفكر المصري الحديث

من الحملة الفرنسية الي عصر اسماعيل

الخلفية التاريخية

الفكر السياسي والاجتماعي

مكتبة مدبولي

القاهرة

مقتضفات من الكتاب

والذين يصورون تاريخ مصر السياسي والاجتماعي في العصر التركي المملوكي علي انه كان عصر خمول تام يسيئون فهم هذا العصر من تاريخ البلاد .

ففي خطط المقريزي ( المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والاثار ) والسلوك للمقريزي ( السلوك لمعرفة دول الملوك ) وفي النجوم (النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة ) لابن تغري بردي والحوادث لابن تغري بردي وفي صبح الاعشي للقلقشندي وزبدة كشف المماليك للظاهري وفي التعريف للعمري وفي ابن دقماق الي جانب بدائع الزهور في وقائع الدهور لابن اياس العظيم وعجائب الاثار للجبرتي العظيم , ما يثبت ان ثورات المصريين سواء علي الحكم الاجنبي او علي العلاقات الاقطاعية كانت لا تنقطع في فترات عديدة من هذا العصر الكئيب , وكانت اخر هذه الثورات قبل مجئ بونابرت بسنوات قليلة , وكانت ثورة عاتية انتهت بانفصال الصعيد الاعلي وتوزيع ارضه علي الفلاحين وقيام شبه جمهوري فيه علي يد زعيم الهوارة ..................... شيخ العرب الامير همام الكبير .........................

ولكننا نعرف من الاسانيد التاريخية ان بدو مصر او علي الاقل في الصعيد , كانوا أعمق جذورا في البلاد من عام 1500 بدليل اشتراكهم مع الفلاحين في الثورة الزراعية عام 1260 مما يقطع بانه كان لهم كيان منظم في البلاد ولون من الاستقرار الزراعي يتيح لهم القيام بعمليات عسكرية علي مستوي الدولة . نعرف ان بيبرس الاول في عام 1264 (661 هجرية ) ارغم ممثلي قبيلتي الهوارة وسليم علي توقيع تعهد بزراعة اراضيهم . وقد دأب السلاطين المماليك علي .........................................................

وفي التعريف للعمري ان ثورة بدو مصر قامت في 1253 (651 هجرية ) بزعامة الشريف حصن الدين بن ثعلب الذي شنق في عهد بيبرس الاول كما ورد في السلوك للمقريزي وفي صبح الاعشي وهي الثورة الوحيدة الشاملة التي اشترك فيها كل بدو مصر ..........................................

وقد جاء في التعريف للعمري ان ثورة حصن الدين بن ثعلب انتهت بتأسيس دولة مستقله في الصعيد ................. وثورة الهوارة وبني سليم بزعامة حصن الدين بن ثعلب التي تؤرخ في 1253 وانتهت باعلان استقلال الصعيد وهي ثورة الفلاحين , ربما كانت منسقة مع الثورة الدينية التي يؤرخها بولياك في 1260 ويبدو انها استمرت سبعة اعوام علي الاقل .

وفي ابن اياس ان ثورة زراعية كبري قامت في الصعيد عام 1253 (754 هجرية ) بقيادة ابن الاحدب شيخ قبيلة عرك, وفي كلام ابن اياس عن هذه الثورة نجده يستعمل كلمة العربان وكلمة الفلاحين كأن مدلولهما واحد . وقد دفعت ثورة الفلاحين ا لتي قامت اثناء ثورة البدو السلطان الصالح صلاح الدين عند عودته الي القاهرة مظفرا بعد اخمادها الي ان يحظر علي اي فلاح ان يركب الخيل او يحمل السلاح, ويفهم من هذا انه لم تكد تنقضي مائة عام علي ثورة الفلاحين والبدو من هوارة وبني سليم لاستخلاص مصر من يد المماليك حتي قامت ثورة اخري عظيمة الشأن اشترك فيها البدو والفلاحون لنفس هذا الهدف.

وقد كان اخر انفجار من انفجارات البدو والفلاحين في مصر الثورة الكبري التي قام بها في الصعيد عرب الهوارة والفلاحون المصريين بزعامة ..................................................................شيخ العرب ................... همام امير قبيلة الهوارة , وانتهت باستقلال الصعيد من المنيا الي الشلال تحت حكم ............الامير همام ........ ولم تكن هذه الثورة مجرد ثورة بالمعني العادي ولكن صاحبتها عمليات عسكرية شأن الحرب الاهلية . ويبدوا ان المناوشات بين الهوارة والحكومة المركزية كانت اقدم من تاريخ اندلاع الثورة ولعلها امتدت منذ بداية القرن الثامن عشر . ولكن الذي نعرفه من الجبرتي ان التحدي والصدام الصريح بدأ في 1736 ( 1149 هجرية ) , وان علي بك الكبير نفسه هو الذي

اخمد ثورة ............ همام فيما بعد . حيث استتب له الامر في مصر عام 1766 (1180 هجرية ) في بدء كفاحه السياسي وصراعه مع مماليك القاهرة رغم انه تعاون معهم عسكريا في 1766 وان الحرب ظلت سجالا بين الحكومة المركزية والصعيد . بل ونستطيع ان نحدد انه في عام 1765 (1179 هجرية ) كان الصعيد من المنيا منفصلا فعلا عن الحكومة المركزية , وربما قبل ذلك , وظل كذلك حتي انهارت دولة .......... همام ........ نهائيا في 1769 (1183 هجرية ) , فكأنما دولة ............همام ........ ظلت قائمة اربع سنوات علي الاقل من 1765 الي 1769 , وربما اطول من ذلك , ومقطوع به ان حدودها امتدت من المنيا الي الصعيد الاعلي .

ولثورة .......همام ....... اهمية خاصة في تاريخ الانفجارات السياسية والاجتماعية في مصر لجملة اسباب :

1 – فهي اولا تمثل مظهرا من مظاهر التحالف بين الفلاحين والبدو المصريين في عمل سياسي واحد لا نجد له مثيلا الا ثورة البدو المصريين والفلاحين في 1253 ميلادية بقيادة حصن الدين بن ثعلب زعيم الهوراة وبني سليم , وثورة البدو المصريين والفلاحين في 1353 بقيادة ابن الاحدب شيخ قبيلة عرك , وكلاهما انتهي بتأسيس دولة مستقلة في الصعيد لم تلبث ان انهارت باخماد الثورة .

2 - ان ثورة ........همام ....... كالثورتين السابقتين اللتين تحالفت فيهما قوي الفلاحين والبدو المصريين , كانت لها اهداف وطنية واجتماعية – اما الهدف الوطني الاول فكان استخلاص مصر من ايدي المماليك – واما الهدف الاجتماعي الاول فكان تمليك الارض للمصريين وتوزيعها علي الفلاحين – وفي ثورة 1253 دعا حصن الدين بن ثعلب صراحة الي توزيع الارض علي الفلاحين , وفي ثورة .... همام .......في القرن الثامن عشر مكن .....همام .... المصريين من تملك مديرية اسيوط.

3 – يبدو ان دولة ....... همام ....... بالذات كانت بمثابة تجربة لنظام جمهوري من نوع ما كما نستخلص من كتابات رجال السياسة والفكر الذين عاصروا اذيالها وكانت لديهم معلومات مباشرة او قريبة المصادر عنها مثل الجنرال يعقوب ورفاعة الطهطاوي ولذا فقد وجب ان يهتم بها المؤرخون اهتماما خاصا .

وقارئ تخليص الابريز لرفاعة الطهطاوي يجد في كلام الطهطاوي وصفا لحالة الرأي العام في فرنسا عام 1830 ابان ثورة لويس فيليب ملك الفرنسيين علي شارل العاشر . يقول الطهطاوي :

" اعلم ان هذه الطائفة – يقصد الفرنسيين - متفرقة في الرأي فرقتين اصليتين وهما الملكية والحرية – والمراد بالملكية اتباع الملك – القائلون - بانه ينبغي تسليم الامر لولي الامر من غير ان يعارض فيه من طرف الرعية بشئ . والاخرون يميلون الي الحرية - بمعني – انهم يقولون – لا ينبغي النظر الا في القوانين فقط والملك انما هو منفذ للاحكام علي طبق ما في القوانين – فكأنه عن الة . ولا شك ان الرأيين متباينان فلذلك كان لا اتحاد بين اهل فرنسا لفقد الاتفاق في الرأي .

والملكية اكثرهم من القسوس واتباعهم --- واكثر الحريين من الفلاسفة والعلماء والحكماء واغلب الرعية . - فالفرقة الاولي تحاول اعانة الملك والاخري ضعفه واعانة الرعية . ومن الفرقة الثانية طائفة عظيمة تريد ان يكون الحكم بالكلية للرعية ولا حاجة الي ملك اصلا –ولما كانت الرعية لا تصلح ان تكون حاكمة ومحكومة وجب ان توكل عنها من تختاره منها للحكم ....................وهذا هو مثل مصر في زمن حكم ............الهمامية ........ فكانت امارة الصعيد جمهورية التزامية.

ملحوظة +++ يقول الدكتور لويس عوض – من المؤسف حقا ان طبعة وزارة الثقافة من تخليص الابريز اسقطت الاشارة الي جمهورية همام الي اشار اليها رفاعة رافع الطهطاوي رغم اهمية هذه الجمهورية القصوي في تاريخ النظم السياسية والاجتماعية في مصر . وهذا النص مأخوذ عن طبعة 1905 ( طبع علي ذمة مصطفي فهمي الكتبي بجوار الازهر , ص 196 – 197 , يقابله نص وزارة الثقافة الناقص ص 252- 253 .

تكملة -- هذا الكلام خطير لان معناه ان مصر قد عرفت تجربة النظام الجمهوري قبل الثورة الفرنسية نفسها بسنوات قليلة . واهمية هذا الكلام من انه صادر عن مفكر كبير مثل رفاعة الطهطاوي العارف ادق معرفة بالنظم والمذاهب السياسية , وهو لا يمكن ان يطلق القول علي النظام الجمهوري في فرنسا ويشبهه بالنظام الجمهوري في مصر الا اذا كانت معلوماته عن ثورة ..........همام ....... وجمهورية ....همام ... تؤكد له ذلك

واركان الفكرة الجمهورية عند رفاعة الطهطاوي كما حددها هي – ان يكون الحكم بالكلية للرعية - اي ان الامة مصدر السلطات كما نقول نحن في الدساتير الحديثة , وانه لا حاجة لملك اصلا - اي ان يكون للدولة رئيس وجهاز حكم غير متوارث وانما نابع من القاعدة الشعبية , وان الامة – وجب ان توكل عنها من تختاره منها للحكم – وهذا التوكيل – سواء تم عن طريق الانتخاب او عن طريق الاستفتاء او عن طريق البيعة او عن طريق اخر هو المقابل لفكرة الوكالة التي يقوم عليها الفقه الدستوري الاوربي منذ روسو ومنتسكيو واساسه ان شرعية السلطة لا تقوم علي الحق الالهي الموروث او غير الموروث ولكن تقوم علي توكيل الامة لنفر من ابنائها ان يتولوا مسئوليات الحكم لا بالاصالة ولكن بوصفهم مجر وكلاء او نواب او ممثلين للشعب , وهذا ينقل مبدأ السيادة من الطبقة الحاكمة الي الشعب.

بل ان رفاعة الطهطاوي قد حدد صورة المجالس النيابية في النظام الجمهوري علي الوجه المعروف في زمنه بانها – مجلس الشيوخ - ومجلس العموم - حين قال عن وكلاء الامة انهم من فئتين – مشايخ وجمهور . ويبدوا ان جمهورية .......همام ...... كانت فيها مجالس نيابية من نوع ما , لان المقارنه التي عقدها رفاعة الطهطاوي بين النظام الجمهوري في فرنسا والنظام الجمهوري في مصر جاءت بعد ذكر كل هذه التفاصيل لا قبله . ومن سؤء الحظ ليست لدينا تفاصيل كافية عن نظام الحكم في جمهورية .......همام ........ هذه حتي نستطيع ان نحدد ملامح التنظيم السياسي فيها بصورة واضحة , ولكن قول رفاعة الطهطاوي ( فكانت امارة الصعيد جمهورية التزامية ) يدل علي ان النظام الجمهوري الذي عرفته مصر قبيل الثورة الفرنسية كان مرحلة وسطا بين ( الالتزام ) الاقطاعي - والتوكيل الديمقراطي – او جمهورية تحافظ علي بعض العلاقات الاقطاعية .

ومعروف ان رفاعة الطهطاوي , وهو من طهطا بالصعيد الاعلي قد نشأ في مركز هذه التجربة الجمهورية التي هزت البلاد هزا عميقا في زمانه ولا شك في ذاكرته , وهو من مواليد 1801 , كانت تعي الكثير عما جري في الصعيد ايام حكم ......... الهمامية ........ في عهد الامير همام الكبير , كما ان ثورة الامير ......... همام الصغير ..... في عهد محمد علي حدثت ايام شبابه . ومن هنا فاقوال رفاعة الطهطاوي ينبغي ان تؤخذ علي انها شهادة معاصر لدولة ..... الهمامية .... عارف بحقائق احوالها ويبدو ان التركيب السياسي لجمهورية ... همام .... كان يحمل اوجه شبه بحكم لويس فيليب - دوق اورليان - ملك الفرنسيين الذي حلي بالتأييد الشعبي محل حكم شارل العاشر مللك فرنسا ووريث البوربون . وقد فصل رفاعة الطهطاوي في براعة مذهلة الفقه الدستوري الكامل في فكرة – ملك الفرنسيين وفكرة ملك فرنسا ولعل هذا هو الجزء الالتزامي في جمهورية ....همام .... اي قيام نوع من الملكية الشعبية المنتخبه , وهو نظام مألوف في تاريخ الثورات , قريب من نظام التيرانوس او الطاغية او الملك المنتخب الذي عرفته اليونان القديمة وهو بمثابة رئيس جمهورية دائم يتمتع بسلطات واسعة مستمدة من القاعدة الشعبية بالبيعة او الاستفتاء او الانتخاب .

ولم يكن رفاعة الطهطاوي اول من حدثنا عن جمهورية ......همام ........ فقد حدثنا عنها من قبل الجنرال يعقوب والجبرتي - اما بالنسبة للملم الجنرال يعقوب فنجده يتحدث في مشروع استقلال مصر الذي قدمه عام 1801 الي الدول الاوروبية عن جمهورية ....همام .... كنموذج لنظام الحكم الذي يقترح قيامه في مصر المستقله. ففي القسم السابع من مذكراته التي قدمها سكرتيره الفارس لاسكارس الي الكابتن جوزيف ادموندز , قومندان السفينه بالاس , لرفعها الي مجلس الوزراء البريطاني عن طريق وزير البحرية البريطانية , يذكر المعلم يعقوب حكومة ..........همام ...... ويبدي رأيه في المبررات الاجتما عية والفلسفية لاحتذائها عند تحقيق استقلال البلاد , اذ يقول :

" فاذا ما أجازت الحكومات الاوروبية استقلال مصر فالسؤال هو : كيف يحكم المصريون انفسهم ؟ وكيف يدافعون عن استقلالهم ؟ ...............

اولا - ان هذه المذكرات المكتوبة علي وجه السرعة لا تسمح لنا ابدا بالدخول في تفاصيل مشروع الحكومة التي يقترح الوفد المصري اقامتها , ولكن يكفي ان نلاحظ ان انشاء هذه الحكومة لن يكون قط نتيجة لثورة استحدثها نور العقل او اختمار المبادئ الفلسفية المتصارعة, ولكن تغييرا تجريه قوة قاهرة علي حياة قوم وادعين وجهلاء , يكادون الا يعرفوا في الوقت الحاضر الا عاطفتين تحركان الاخلاق : المصلحة والخوف . فقليل من مال يزداد او شئ من رخاء يضاف الي حياة هؤلاء السكان نتيجة لقيام هذه الحكومة الجديدة , وهو امر ليس بصعب التحقيق , يجعلهم بغير شك المدافعين الغيورين عن هذه الحكومة

, ويجعلهم يحبونها . وكيف لا اذا كان اي شئ في العالم افضل من الطغيان التركي؟ فلتكن الحكومة الجديدة .

عادلة ......... وقاسية ............... وقومية ........... كحكومة شيخ العرب ........... همام ......... في الصعيد التي رويت عليك قصتها , فهي بالتأكيد سوف تكون موضع الاحترام والطاعة والحب.

وواضح من هذه المذكرة المنشور نصها كاملا في فصل ( مشروع الاستقلال الاول ) من هذا الكتاب , ان الجنرال يعقوب قبل موته علي ظهر السفينة كان قد حدث قومندانها عن ثورة ........همام ...........

التي انتهت بانفصال الصعيد واستقلاله عن الحكم التركي . كذلك واضح من المذكرة ان الجنرال يعقوب قد اجري " تقدير موقف " لحالة الرأي العام المصري وقتئذ ومدي استعداده ........................ ومعروف ان الفرنسيين لقنوا الجنرال يعقوب مبادئ الثورة الفرنسية ايام تعاونه معهم في الصعيد وعلي راس ما كانوا يسمونه الفيلق القبطي . فحدوث التغيير الاجتماعي والسياسي من اسفل ثورة شعبية كان في نظر الجنرال يعقوب امرا لا يعول عليه في شعب وادع جاهل لا يعرف الا المصلحة والخوف كمصدر لللاخلاق .

وانما الذي يعول عليه هو قيام ( قوة قاهرة ) باجراء التغيير من اعلي او بانشاء حكومة وطنية تتوفر فيها ثلاث صفات :

- ان تكون عادلة

- وان تكون حازمة رادعة

- وان تكون قومية الاهداف والوسائل . ترفع مستوي المعيشة وتنشر الرخاء في البلاد . ونموذجها عنده هي الحكومة التي انشأتها ثورة ...........همام ........ في الصعيد.................................................................

.......... فالمقصود اذن بالبدو المصريين الذين تعاونوا مع الفلاحين في ثوراتهم الوطنية لاقامة حكم وطني او لاجراء تغييرات اجتماعية واقتصادية في مصر . او تعاونوا مع المماليك والاتراك لاخماد هذه الثورات هم القبائل البدوية المستقرة المتحضرة المشتغله بالزراعة واهم مثل لهم هو .......... قبيلة الهوارة ......... في الصعيد , وهم متمركزون حول جرجا , ولكن لهم فروعا تمتد احيانا الي المنيا , ويسمون احيانا في الجبرتي وغيره ........ الهوارة قبلي ........ مما يوحي بأن هناك

, ويجعلهم يحبونها . وكيف لا اذا كان اي شئ في العالم افضل من الطغيان التركي؟ فلتكن الحكومة الجديدة .

عادلة ......... وقاسية ............... وقومية ........... كحكومة شيخ العرب ........... همام ......... في الصعيد التي رويت عليك قصتها , فهي بالتأكيد سوف تكون موضع الاحترام والطاعة والحب.

وواضح من هذه المذكرة المنشور نصها كاملا في فصل ( مشروع الاستقلال الاول ) من هذا الكتاب , ان الجنرال يعقوب قبل موته علي ظهر السفينة كان قد حدث قومندانها عن ثورة ........همام ...........

التي انتهت بانفصال الصعيد واستقلاله عن الحكم التركي . كذلك واضح من المذكرة ان الجنرال يعقوب قد اجري " تقدير موقف " لحالة الرأي العام المصري وقتئذ ومدي استعداده ........................ ومعروف ان الفرنسيين لقنوا الجنرال يعقوب مبادئ الثورة الفرنسية ايام تعاونه معهم في الصعيد وعلي راس ما كانوا يسمونه الفيلق القبطي . فحدوث التغيير الاجتماعي والسياسي من اسفل ثورة شعبية كان في نظر الجنرال يعقوب امرا لا يعول عليه في شعب وادع جاهل لا يعرف الا المصلحة والخوف كمصدر لللاخلاق .

وانما الذي يعول عليه هو قيام ( قوة قاهرة ) باجراء التغيير من اعلي او بانشاء حكومة وطنية تتوفر فيها ثلاث صفات :

- ان تكون عادلة

- وان تكون حازمة رادعة

- وان تكون قومية الاهداف والوسائل . ترفع مستوي المعيشة وتنشر الرخاء في البلاد . ونموذجها عنده هي الحكومة التي انشأتها ثورة ...........همام ........ في الصعيد.................................................................

.......... فالمقصود اذن بالبدو المصريين الذين تعاونوا مع الفلاحين في ثوراتهم الوطنية لاقامة حكم وطني او لاجراء تغييرات اجتماعية واقتصادية في مصر . او تعاونوا مع المماليك والاتراك لاخماد هذه الثورات هم القبائل البدوية المستقرة المتحضرة المشتغله بالزراعة واهم مثل لهم هو .......... قبيلة الهوارة ......... في الصعيد , وهم متمركزون حول جرجا , ولكن لهم فروعا تمتد احيانا الي المنيا , ويسمون احيانا في الجبرتي وغيره ........ الهوارة قبلي ........ مما يوحي بأن هناك

.............. هوارة بحري ......... والرأي الراجح بين المؤرخين ان .......هوارة الصعيد , وفدوا من المغرب وان برقوق هو الذي اقطعهم املاكهم في الصعيد في القرن الخامس عشر ( الثامن الهجري ) , ولكن اقتران ....... الهوارة ..... وبني سليم بثورة 1253 - 1260 يدل علي انهم اقدم في مصر من هذا التاريخ بل ان هناك ما يدعو الي الظن بأن هناك ما يوحي بأنهم راسخون في البلاد منذ عصورها القديمة وانهم من فلول افاريس أو أواريس عاصمة الهكسوس في الشرقية التي تمت تصفيتها في الدولة الحديثة . وكان لدولتهم ركيزة مماثلة في جرجا وما حولها وهذا يفسر اشتغالهم بالزراعة وتحضرهم مع رفضهم مخالطة المصريين في الوقت ذاته , وهذا يفسر نسبة الامارة لزعمائهم من ناحية بل وصفه " الملكية " التي نسبها الجبرتي الي كبيرهم الامير ......... همام بن يوسف ......... صاحب الثورة الكبري في القرن الثامن عشر, ومنشئ هذه الدولة التي نسميها جمهورية ........ همام ........ في صعيد مصر , ولا يبعد والحالة هذه ان ..........الهوارة ......... كانوا دائما ينظرون الي انفسهم كأصحاب الحق الاول في عرش مصر من دون كل عزاتها اللاحقين.

وعند قيام جمهورية ..........همام ....... كان بدو مصر ينقسمون الي طوائف مختلفة اهمها بدو ما حول منطقة القاهرة واسمهم الجبرتي ( القشاطة ) وقبائل الحبايبة وينسبون الي .... حبيب بن سعد .......... وقد كان مستقرهم في شرق الدلتا ووسطها – وقبائل الهنادي ومقامهم في غرب الدلتا وفي البحيرة بالذات , -- وقبائل الهوارة .... وتسكن الصعيد . وقد كانت ..... الهوارة .... اقوي هؤلاء بأسا واكثرها استقرارا واقدرها علي العمل السياسي , وان كانت للحبايبة وللهنادي سطوة عظيمة ايضا في ازمنة مختلفة .

ونقرأ في الجبرتي ان اول صدام حقيقي بين الهوارة والحكومة المركزية كان عام 1736 (1149 هجرية ) حين امتنع الهوارة عن دفع الضرائب واداء التزاماتهم الاقطاعية للدولة , وفي هذا يقول الجبرتي :

واما النفرة التي لم يندمل جرحها فهي دعوة برديس وفرشوط - وهو ان شيخ العرب ......همام ...... رهن عند ابراهيم جاويش ناحية برديس تحت مبلغ معلوم لاجل معلوم وشرط فيه وقوع الفراغ والتصرف بمضي الميعاد . فارسل .....همام ..... الي المترجم ( يقصد عثمان بك ) يستعير جاهه في منع وقوع الفراغ بالناحية لابراهيم جاويش – فاخبر عثمان بك الباشا وقال له .... هوارة قبلي ... راهنون عند ابراهيم جاويش بلدا وارسلوا يقولون ان اوقع فيها فراغه وارسل لها كاشفا قتلناه وقطعنا الجالب - فانتم لا تعطونه فرمانا في بلاد الهوارة فانهم يوقفون المال والغلال - فلم يتمكن ابراهيم جاويش من عمل الفراغ ويطلب الدراهم فلا يعطيه – وطالت الايام وعثمان بيك مستمر علي عناده وابراهيم جاويش يتواقع علي الامراء والاختيارية فلم ينفذ له غرض .

ووصف الجبرتي لما كان الامير .... همام ..... عليه من الثراء الفاحش يجعل من العسير تفسير رفض ....همام ..... اداء ما عليه من مال بالعجز او الاضطراب المالي . فلا بد ان هناك اسبابا اخري غير معروفة جعلته يقف موقف المتحدي من ابراهيم جاويش . كذلك نجد ان هناك تناقضا بين رفض .... همام ... تسليم برديس المرهونه لابراهيم جاويش وفاء للدين الملزم – ونزوله عنها طواعية واختيارا لمحمد بك ابو الدهب كهدية من عنده احتفالا بالمولود الذي انجبه ابو الدهب كما ورد في الجبرتي .

ملحوظة تنازل همام طواعيةعن برديس لمحمد بك ابو الدهب وذللك تجنبا لحرب كان يدبر لها علي بك الكبير للقضاء علي همام والسبب الذي اظهره علي بك الكبير لهذه الحرب هو ناحية برديس التي كانت مرهونه لسيده ابراهيم جاويش ولا تخص علي بك الكبير ولكنه لم يجد غير هذا السبب حتي يكون له حجة في حرب همام . وبالرغم من تنازل همام عن هذه البلدة برديس طواعية واختيارا - الا ان علي بك الكبير وجد سبب اخر لحرب همام - وهو ان يسلم له همام كل المماليك الفارين الذين لجأوا اليه - وحيث ان المرؤوة لا تقبل ذلك فقد وقعت الحرب وانهزم همام ورجاله من قبائل الهوارة وانتهي حكم الهمامية منذ ذلك التاريخ – والهزيمة لم تكن بسبب قوة المماليك وضعف قوة الهوارة بقيادة همام ولكن كانت بسبب خيانة الشيخ اسماعيل ابو عبد الله بن عم همام الذي استماله محمد بك ابو الدهب قائد جيش علي بك الكبير الي جانبه ومناه بحكم الصعيد ان هو ساعده في القضاء علي همام . ليقضي الله امرا كان مفعولا .

................وفي هذا الصراع بين علي بك الكبير وحسين بك كشكش لجأ علي بك الي شرق اطفيح واجتمع حوله الهوارة والمنفيون وطلب الانضمام الي صالح بك , ولكن صالح بك نفر منه, غير ان علي بك تمكن اخيرا من مخادعته واقناعة بالتحالف معه , فتحالف معه " بكفالة شيخ العرب ...همام .... وتحالفا وتعاقدا وتعاهدا علي الكتاب والسيف واتفق علي بك انه اذا تم لهم الامر اعطي لصالح بك جهة قبلي قيد حياة واتفقوا علي ذلك بالمواثيق الاكيدة الي شيخ العرب .... همام .... فانسر بذلك ورضي به مراعاة لصالح بك وامدهم عند ذلك .....همام ... بالعطايا والمال والرجال واجتمع عليهم المتفرقون والمشردون من الغز (يقصد المماليك ) والاجناد والهوارة والشجعان ولموا جموعا كثيرة وحضروا الي المنيا ففر حاكمها , خليل بك السكران الي القاهرة , واستقر علي بك وصالح بك في المنيا وقاما بتحصينها وقطع الطريق بين الصعيد والقاهرة . وهكذا كسب ....همام .... الجولة الرابعة , واستقل الصعيد للمرة الثانية في 1766 وكان لعلي بك الكبير يد في هذا الاستقلال.

.................... وعين الباشا الوالي علي بك شيخ البلد ( اي حاكم القاهرة ) مكان كشكش في 1767 .

وقد كان ينبغي بعد هذا الانتصار ان يستتب الامر لعلي بك في الحكومة المركزية ولصالح بك , قائد الامير ....همام ... في الصعيد . ولكن علي بك ما ان الت الامور في القاهرة حتي بدأ سياسته المشهورة في تصفية كل قوة سياسية او عسكرية غير قوته سواء داخل مصر او في المنطقة العربية بما جعله يستحق لقب علي بك الكبير . اما في مصر فقد انتقض علي بك الكبير علي عرب الصعيد وعلي عرب الوجه البحري معا , فتخلص من صالح بك في 1768 (1182 هجرية ) الذي لجأ الي احمد باشا الجزار والي عكا وقتل في طنطا كشكش بك ذلك القائد الرهيب الذي قال عنه الجبرتي ان العرب كانوا يخوفون بذكره اطفالهم وكذلك عربان الاقاليم المصرية . وانتهز علي بك الكبير فرصة الحرب بين تركيا وروسيا في 1876 فطرد الباشا العثماني والي مصر الممثلة في الحاميات العثمانية وفي الديوان وبني جيشا قويا من المماليك ومن الانكشارية (المرتزقة) وكان اغلبهم من المغاربة وتحالف مع الشيخ طاهر العمر في فلسطين , وكانت عكا عاصمته واتصلا بروسيا ايام الامبراطورة كاترين الثانية فساعدهما الاسطول الروسي في البحر الابيض المتوسط علي مناجزة تركيا. وقبل ان يتجه علي بك الكبير الي فتوحاته الخارجية صفي الجبهة الداخلية من المماليك المعادين ومن سلطان القبائل .

ففي 1769 (1183 هجرية ) ارسل علي بك الكبير ايوب بك بتجريدة علي الحبايبة والهنادي في البحيرة ففتك بهم وقتل زعمائهم فلم تقم لهم قائمة بعد ذلك - كما ارسل محمد ابوالدهب بتجريدة الي الهوارة وعين ايوب بك سنجقا علي جرجا . ولم يحدث اشتباك بين جيش محمد ابو الدهب وجيش .....همام ..... الذي كان يمتد حكمه من المنيا الي الشلال , وكان مركزه سنجقية جرجا , وتم الصلح بلا قتال علي ان تقف حدود همام عند برديس. بل ان الجبرتي يذكر ان محمد ابو الدهب قائد علي بك الكبير انجب ولدا في ذلك العام فنزل له همام عن برديس ايضا اكراما له وهدية للمولود . وتقدم ايوب بك الي اسيوط علي راس جيش كبير , وبالقرب منها دارت المعركة الفاصلة بين جيش علي بك الكبير وجيش الامير .....همام .... وانتهت المعركة بنكبة ........الهمامية ..... وانتهاء دولتهم . ويبدوا ان الامير ....همام ..... اراد بهذه الهدية ان يرشو محمد ابو الدهب او ان يدق اسفينا بينه وبين علي بك الكبير , ولكنه لم يفلح - فلما وردت الاخبار بتجميع الامراء المنفيين في اسيوط واستيلائهم عليها وتحصينها تحرك محمد ابو الدهب الي قبلي . وقد وصف الجبرتي هذه المعركة الحاسمة وصفا مثيرا فقال :وكان من امرهم انه لما ذهب محمد بك ابو الدهب الي جهه قبلي لمنابذة شيخ العرب .....همام .... كما تقدم وجري بينهما الصلح علي ان يكون ..... لهمام ..... من حدود برديس وتم الامر علي ذلك ورجع محمد بك الي مصر ارسل علي بك يقول له اني امضيت ذلك بشرط ان تطرد المصريين الذين عندك ولا تبقي منهم احدا بدائرتك فجمعهم واخبرهم وقال لهم اذهبوا الي اسيوط واملكوها قبل كل شئ فان فعلتم ذلك كان لكم بها قوة ومنعة وانا امدكم بعد ذلك بالمال والرجال - فاستصوبوا رايه وبادروا وذهبوا الي اسيوط وكان بها عبد الرحمن كاشف من طرف علي بك وذو الفقار كاشف وقد كانوا حصنوا البلدة وجهاتها وبنوا كرانك والبوابة وركب عليها المدافع فتحيل القوم ليلا وزحفوا الي البوابة ومعهم انخاخ واحطاب جعلوا فيها الكبريت والزيت واشعلوها واحرقوا الباب وهجموا علي البلدة فلم يكن له بهم طاقة لكثرتهم وهم جماعة صالح بك وباقي القاسمية وجماعة الخشاب وجماعة الفلاح

وجماعة مناو ويحي السكري وسليمان الجلفي وحسن كاشف ترك وحسن بك ابو كرش ومحمد بك الماوردي وعبد الرحمن كاشف من خشداشين صالح بك وكان من الشجعان ومحمد كتخذا الجلفي وعلي بك الملط تابع خليل بك وجماعة كشكش وغيرهم ومعهم كبار الهوارة واهالي الصعيد فملكوا اسيوط وتحصنوا بها وهرب من كان فيها ووردت الاخبار بذلك الي علي بك فعين للسفر ابراهيم بك بلفيا ومحمد بك ابو شنب وعلي بك الطنطاوي ومن كل وجاق جماع وعساكر ومغاربة وارسل الي خليل بك القاسمي المعروف بالاسيوطي . فاحضره من غزة وطلع هو وابراهيم بك تابع محمد بك بعساكر ايضا وعزل الباشا وانزله وحبسه ببيت ايواظ بك عند الزير المعلق ثم سافر محمد بك ابو الدهب ورضوان بك وعدة من الامراء والصناجق وضم اليهم ما جمعه وجلبه من العساكر المختلفة الاجناس من دلاة ودروز ومقاولة وشوام وسافر الجميع برا وبحرا حتي وصلوا الي ايوب بك وهو يرسل خلفهم في كل يوم بالامداد والجبخانات والذخيرة والبقسماط . وذهب الجميع الي ان وصلوا قرب اسيوط ونصبوا عرضيهم عند جزيرة منقباط وتحققوا وصول محمد بك ومن معه وفرحوا بذلك لانهم كانوا رأوا في زايرجات الرمل سقوطه في المعركة ثم اجمعوا رأيهم علي ان يدهموهم اخر الليل فركبوا في ساعة معلومة وسار بهم الدليل في طوق الجبل وقصدوا النزول من محل كذا علي ناحية كذا من العرضي فتاه وضل بهم الدليل حتي تجاوزوا المكان المقصود بنحو ساعتين واخذوا جهه العرضي فوجدوه قبليهم بذلك المقدار وعلموا فوات القصد وان القوم متي علموا حصولهم خلفهم ملكوا البلدة من غير مانع قبل رجوعهم من المكان الذي اتوا منه فما وسعهم الا الذهاب اليهم ومصادمتهم علي اي وجه كان فلم يصلوهم الا بعد طلوع النهار وتيقظ القوم واستعدوا لهم فالتطموا معهم وهم قليلون بالنسبة اليهم ووقع الحرب واشتد الجلاد وبذلوا جهدهم في الحرب ويصرخ الكثير منهم بقوله اين محمد بك فبرز اليهم محمد بك ابو شنب وهو يقول انا محمد بك فقصدوه وقاتلوه وقاتلهم حتي قتل وسقط جواد يحي السكري فلم يزل يقاتل ويدافع حصة طويلة حتي تكاثروا عليه وقتلوه وعبد الرحمن كاشف القاسمي يحارب بمدفع يضربه وهو علي كتفه وانجلت الحرب عن هزيمتهم ونصرة المصريين عليهم وذلك عند جبانة اسيوط ودفنوا القتلي ومحمد بك ابو شنب واغتم محمد بك ابو الدهب لموته وفرح لوقوع الزايرجه عليه ومفاداته له لانه كان يعلم ذلك ايضا واقاموا باسيوط اياما ثم ارتحلوا الي قبلي بقصد محاربة ......همام .... والهوارة واجتمع كبار الهوارة مع من انضم اليهم من الامراء المهزومين فراسل محمد بيك اسماعيل ابو عبدالله وهو ابن عم ....همام .... ومناه وواعده برياسة بلاد الصعيد عوضا عن شيخ العرب ....همام .... حتي ركن الي قوله وصدق تمويهاته وتقاعس وتثبط عن القتال وخذل طوائفة . ولما بلغ شيخ العرب ...همام ... ما حصل وراي فشل القوم خرج من فرشوط وبعد عنها مسافة ثلاثة ايام ومات مكمودا مقهورا – ووصل محمد بك ومن معه الي فرشوط فلم يجدوا مانعا فملكوها ونهبوها واخذوا جميع ما كان بدوائر ..همام ... واقاربه واتباعه من ذخائر واموال وغلال وزالت دولة شيخ العرب ........همام ..... من بلاد الصعيد من ذلك التاريخ كأن لم تكن.

...................فهذا لا ينفي ان نص الجبرتي الواضح يدل علي الامير .....همام .... ومن ورائة الهوارة , كانوا متحالفين مع المصريين بل ومعتمدين عليهم في العمليات العسكرية . وهذا يلقي ضوء علي تعبير الجنرال يعقوب في مذكرة الفارس لاسكارس ان حكومة ....همام ...... كانت عادلة وقاسية وقومية .

اما عن شخص الامير ....همام ..... زعيم الهوارة فقد وصفه الجبرتي بقوله في سجل عام 1768 ( 1182 هجرية ) :

ومات الجناب الاجل والكهف الاظل الجليل المعظم والملاذ المفخم الاصيل الملكي ملجأ الفقراء والامراء ومحط رحال الفضلاء والكبراء شيخ العرب الامير شرف الدولة .....همام بن يوسف بن احمد محمد همام بن صبيح بن همام سيبك الهواري عظيم بلاد الصعيد ومن كان خيره وبره يعم القريب والبعيد .

وبعد ان يطنب الجبرتي في وصف كرم الامير ....همام .... يصف ثروته قائلا " وعنده من الجواري والسراري والمماليك والعبيد شئ كثير ويطلب في كل سنة دفتر الارقاء ويسأل عن مقدار من مات منهم

كل ما سبق نقلته لحضراتكم من منتدي انساب السادة الهمامية – وذلك حتي يعرف اهل فرشوط تاريخ بلدهم العظيم فرشوط - مقر حكم شيخ العرب ولسادة وشيخ مشايخ الهوارة – همام بن يوسف بن احمد بن صبيح بن همام سيبيك .

لاحظ يا اخي القاب الشيخ همام :

- شيخ العرب - كل العرب وليس بعض العرب .

- السادة : السادة الاشراف

- شيخ مشايخ الهوارة - وذلك لان جميع مشايخ الهوارة اختارت الشيخ همام ليكون شيخ مشايخهم جميعا

وهذا هو الاختيار الجمهوري الذي اشار اليه الشيخ رفاعة رافع الطهطاوي في

كتابه العظيم - تلخيص باريس في تخليص الابريز

برجاء العلم والسلام

اخوكم – داود ابو النصر صبيح همام سيبيك

» البرازيلي لويس فابيانو يجهل المنتخب المصري
» الدكتور سيد سعدالدين
» الموسوعة الكاملة لتربية الاولاد في الاسلام بصوت فضيلة الدكتور راتب النابلسي