صورة للميكروفونات المستعملة في مراقبة أصوات النمل
ما ورد فيتفسير البيضاوي:
{
حتى إِذَا أَتَوْا على وَادِي النمل } واد بالشام كثير النمل، وتعدية
الفعل إليه ب { على } إما لأن إتيانهم كان من عال أو لأن المراد قطعة من
قولهم : أتى على الشيء إذا أنفده وبلغ آخره كأنهم أرادوا أن ينزلوا أخريات
الوادي. { قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النمل ادخلوا مساكنكم } كأنها
لما رأتهم متوجهين إلى الوادي فرت عنهم مخافة حطمهم فتبعها غيرها فصاحت
صيحة نبهت بها ما بحضرتها من النمال فتبعتها، فشبه ذلك بمخاطبة العقلاء
ومناصحتهم ولذلك أجروا مجراهم مع أنه لا يمتنع أن خلق الله سبحانه وتعالى
فيها العقل والنطق. { لاَ يَحْطِمَنَّكُمْ سليمان وَجُنُودُهُ } نهي لهم
عن الحطم، والمراد نهيها عن التوقف بحيث يحطمونها كقولهم : لا أرينك ها
هنا، فهو استئناف أو بدل من الأمر لا جواب له فإن النون لا تدخله في
السعة. { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } بأنهم يحطمونكم إذ لو شعروا لم يفعلوا
كأنها شعرت عصمة الأنبياء من الظلم والإِيذاء. وقيل استئناف أي فهم سليمان
والقوم لا يشعرون.
ما ورد في تفسير الآلوسي:
ينكر
الأمام الألوسي على من يترك ظاهر النص (بتصريح كلام النملة إلى معشر النمل
صوتيا) ويجنح إلى الاستعارة التمثيلية ويقول حرفيا:(ومن تتبع أحوال النمل
لا يستبعد أن تكون له نفس ناطقة).
وإليكم ما قاله بالنص:(وأنت تعلم
أنه لا ضرر في إنكار صحة هذا الخبر، وقيل : إنه عليه السلام لم يسمع صوتاً
أصلاً وإنما فهم ما في نفس النملة الهاماً من الله تعالى، وقال الكلبي :
أخبره ملك بذلك وإلى أنه لم يسمع صوتاً يشير قول جرير :
لو كنت أوتيت كلام الحكل... علم سليمان كلام النمل
فإنه
أراد بالحكل ما لا يسمع صوته؛ وقال بعضهم : كأنها لما رأتهم متوجهين إلى
الوادي فرت عنهم مخافة حطمهم فتبعها غيرها وصاحت صيحة تنبهت بها ما
بحضرتها من النمل فتبعتها فشبه ذلك بمخاطبة العقلاء ومناصحتهم ولذلك أجروا
مجراهم حيث جعلت هي قائلة وما عداها من النمل مقولاً له فيكون الكلام خارج
مخرج الاستعارة التمثيلية، ويجوز أن يكون فيه استعارة مكنية.
وأنت
تعلم أنه لا ضرورة تدعو إلى ذلك. ومن تتبع أحوال النمل لا يستبعد أن تكون
له نفس ناطقة فإنه يدخر في الصيف ما يقتات به في الشتاء ويشق ما يدخره من
الحبوب نصفين مخافة أن يصيبه الندى فينبت إلا الكزبرة والعدس فإنه يقطع
الواحدة منهما أربع قطع ولا يكتفي بشقها نصفين لأنها تنبت كما تنبت إذا لم
تشق. وهذا وأمثاله يحتاج إلى علم كلي استدلالي وهو يحتاج إلى نفس ناطقة.
وقد برهن شيخ الأشراف على ثبوت النفس الناطقة لجميع الحيوانات. وظواهر
الآيات والأخبار الصحيحة تقتضيه كما سمعت قديماً وحديثاً فلا حاجة بك إلى
أن تقول : يجوز أن يكون الله تعالى قد خلق في النملة إذ ذاك النطق وفيما
عداها من النمل العقل والفهم وأما اليوم فليس في النمل ذلك. ثم إنه ينبغي
أن يعلم أن الظاهر أن علم النملة بأن الآتي هو سليمان عليه السلام وجنوده
كان عن إلهام منه عز وجل وذلك كعلم الضب برسول صلى الله عليه وسلم حين
تكلم معه وشهد برسالته عليه الصلاة والسلام، والظاهر أيضاً أنها كانت
كسائر النمل في الجثة، وفيه اليوم ما يقرب من الذبابة ويسمى بالنمل
الفارسي، وبالغ بعض القصاص في كبرها ولا يصح له مستند.
وفي بعض
الآثار أنها كانت عرجاء واسمها طاخية، وقيل : جرمي، وفي «البحر» اختلف في
اسمها العلم ما لفظه وليت شعري من الذي وضع لها لفظاً يخصها أبنو آدم أم
النمل انتهى، والذي يذهب إلى أن للحيوانات نفوساً ناطقة لا يمنع أن تكون
لها أسماء وضعها بعضها لبعض لكن لا بألفاظ كألفاظنا بل بأصوات تؤدي على
نحو مخصوص من الأداء ولعله يشتمل على أمور مختلفة كل منها يقوم مقام حرف
من الحروف المألوفة لنا إذا أراد أن يترجم عنها من عرفها من ذوي النفوس
القدسية ترجمها بما نعرف، ويقرب هذا لك أن بعض كلام الإفرنج وأشباههم لا
نسمع منه إلا كما نسمع من أصوات العصافير ونحوها وإذا ترجم لنا بما نعرفه
ظهر مشتملاً على الحروف المألوفة، والظاهر أن تاء { نَمْلَةٌ } للوحدة
فتأنيث الفعل لمراعاة ظاهر التأنيث فلا دليل في ذلك على أن النملة كانت
أنثى قاله بعضهم).
خلاصة التفاسير:
لقد أثبت المفسرون نطق
النمل (على غرابته في زمانهم ) ورجحوا ان النملة الناطقة هي أنثى (لعلها
هي ملكة النمل) وأنكروا على من يجنح إلى الاستعارة التمثيلية لنفي قول
النمل صوتيا.
الإعجاز العلمي في القرآن:
لقد اخبر القرآن
الكريم عن مخاطبة نملة صوتياً معشر النمل بقوله { قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا
أَيُّهَا النمل ادخلوا مساكنكم } وتحذيرهم أن تدوسهم أقدام نبي الله
سليمان وجنوده واعتذرت عن سليمان بقولها (لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ
وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) فلو شعروا بهم لم يحطموهم وهذا أثبات
من القرآن ان أمة النمل لديهم عقول وإدارك بما حولهم ويتواصلون مع بعضهم
صوتياً، وهذا ما أثبته الاكتشاف الأخير كما فصلنا.
وقفة تأمل:
إلى
المشككين في صدق نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم.. أليس الأخبار عن كلام
النمل صوتياً قبل أكثر من 1400سنة لدليل دامغ على صدقه صلى الله عليه
وسلم؟! من اين علم بهذا ومن علمه؟
الجواب
قال الله
تعالى:(قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا )(الفرقان:6).
وقال
تعالى:(فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ
بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ
مُسْلِمُونَ )(هود:14).
مقالات تحدثت عن الاكتشاف:
*
Ant sounds mimicked by invading butterflies - 5 February 2009
*
Large Blue's queen 'impressions' fool ant colonies
*
Queen Ants Make Distinctive Sounds That Are Mimicked by a Butterfly Social Parasite
*
The Sound of Six-Legged Majesty
*
(Hills are alive with the sound of ants - talking to each other)
نرجو من الأخوة في بريطانيا الاتصال مع البروفسور جيرمي توماس
وإخباره عن سورة النمل وعرض الإسلام عليه لعل الله يكتب له الهداية
عنوان البرفسور جيرمي توماس في بريطانيا
jeremy.thomas@zoo.ox.ac.ukAddress: Department of Zoology, The Tinbergen Building, South Parks Road, Oxford, OX1 3PS
Phone: 00441865 271258
يستقبل المؤلف فراس نور الحق ملاحظاتكم وآرائكم حول المقالة على الإيميل التالي:
quranmiracles@gmail.com ]