من الأخطاء الشائعة أن ينظر البعض إلى وجود الشامة على الجلد على أنها صفة جمال فقط وبشكل مطلق، فلا تتخذ حيالها أي احتياطات، أو متابعة.
صحيح أن الشامة أو الخال mole عبارة عن بقعة جلدية بنية اللون تظهر على أي جزء من الجلد، وظهورها بحد ذاته لن يسبب مشاكل خطيرة، إلا أنها تظل تمثل مجموعة شاذة من خلايا الصبغة الجلدية الموجودة داخل الجلد تكونت نتيجة انتشار غير مؤذ لخلايا الصبغة في الطبقة الأعمق من الجلد.
إن وجود عدد كبير من الشامات مع عدم انتظام حواف البعض منها لا يزال يحمل احتمالا سيئا بالتحول إلى ورم سرطاني.
وتعتبر الشامات خلايا تمهيدية لتكوين أورام جلدية قتامية «ميلانوما»، وهو نوع قاتل من سرطان الجلد.
لقد أجريت دراسة شملت معظم أنحاء العالم بهدف التعرف على خطر هذه الأورام خاصة عند الذين يحملون عددا كبيرا منها، وترأست فريق البحث الدكتورة جوليا نيوتن بيشوب من جامعة ليدز، المملكة المتحدة، وقد جمعت مع زملائها بيانات من 15 دراسة عالمية أخرى شملت 5421 شخصا لديهم أورام صبغية، و6966 شخصا لمجموعة المراقبة أي الذين ليس لديهم ورم.
وكانت النتيجة، التي نشرت في المجلة الدولية للسرطان، 15 يناير 2009، أن الناس الذين لديهم أكبر عدد من الشامات على جسمهم تكون لديهم زيادة في مخاطر الإصابة بأورام سرطان الجلد السوداء بنسبة ثابتة مقارنة بالذين لديهم أدنى عدد من الشامات، بغض النظر عن المكان الذي يعيشون فيه.
ويجب مراقبة الشامات بحذر تحسبا من حدوث خلل في الخلايا الصبغية كزيادة تكاثرها بأعداد كبيرة أو ظهور شامات جديدة أو زيادة حجمها أو تغير لونها وعدم انتظام حوافها أو حدوث ألم أو حكة أو نزف فيها.
ويجب مراجعة طبيب الجلدية عند حدوث هذه الأعراض أو بعضها، مع تفادي التعرض غير الضروري إلى أشعة الشمس، أو الإصابة بحروق الشمس.