خواطر حول نعمة الماء للشيخ عبد الفتاح حماد

موعدنا الليلة مع الموضوع الرابع من خواطر الوالد الشيخ عبد الفتاح حماد اسكنه الله فسيح جناته وجعله في ميزان حسناته ونفع به عباده وجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه
خواطر حول نعمة الماء
********
هل تعلم ؟
( 1) أن الله تعالى جعل الماء فوق الأرض ثلاثة أرباعها تقريبا والربع يابسا حتى يمكن أن يكون البخر الناتج من الماء تكفى سحبه وأمطاره لقيام الحياة على الربع اليابس , قال تعالى ( وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه فى الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون ) آية 18 سورة المؤمنون
( 2 ) وأنه تعالى جعل الملح فى مياه البحار لتظل طاهرة معقمة صالحة إلى يوم القيامة دون فساد قال تعالى ( وهو الذى مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج ) آية 53 سورة الفرقان
( 3 ) وأن السحب هى طرود المياه التى تصدرها الرحمة الإلهية إلى سائر أطراف الأرض وأن الرياح هى وسيلة المواصلات التى تنقلها إلى حيث يشاء الله تعالى ( يرسل الرياح بشرا بين يدى رحمته حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات ) آية 57 سورة الأعراف
(4 ) البخار الذى يتصاعد بحرارة الشمس من البحار والأنهار والمزروعات وسائر أطراف الأرض قد أعد الله تعالى له طبقة باردة فى أعلى الفضاء ليتحول هذا البخار إلى سحب , ولولا فضل الله تعالى على الحياة والأحياء لازداد تصاعد هذا البخار إلى حيث يهرب فى الفضاء الكونى , ولهذا تتعرض الأرض لنفاد مياهها فى خلال سنوات وتتعرض الحياة عليها للفناء والهلاك وهذا المعنى يشير إليه قوله تعالى ( والسماء ذات الرجع ) سورة الطارق . قال تعالى ( وينشىء السحاب الثقال ) وقال تعالى ( وهو الذى ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولى الحميد )
(5) وأن الرياح تنتقل من مناطق الضغط الثقيل إلى مناطق الضغط الخفيف فتحمل الرياح السحب وتسوقها حيث تتجمع وتتداخل وتتراكم وتفرغ مياهها فى مناطق من الأرض هى منابع الأنهار ( ألم تر أن الله يزجى سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق يخرج من خلاله ...... يذهب بالأبصار ) آية 43 سورة النور
( 6 ) يأخذ الناس والحياة حاجتها من مياه الأنهار ويرجع ما زاد عن حاجتهم إلى البحار ليختلط بالماء الملح حتى تبقى له طهارته ونقاؤه ونظافته .
( 7 ) وكما يرسل الغيث إلى عباده فى أطراف الأرض بالرياح والسحب والأمطار ويرسل المياه حيث تتسرب فى مسام الأرض إلى أبعاد شاسعة لتصل إلى من لا تجودهم السماء بأمطارها ( ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع فى الأرض ) آية 21 سورة الزمر
( 8 ) وقد يحرص الناس على اختزان المياه فيؤدى ذلك إلى فسادها ونتنها وتحقق الضرر منها ( فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين ) آية 22 سورة الحجر ولهذا جعلت العناية الإلهية الأمطار تعاودنا فى كل موسم من العام لتموين طازج جديد , ومن فضله تعالى أن حفظ المياه الجوفية فى الأرض آلاف السنين دون تعفن أو فساد
( 9 ) وأن الله تعالى قد جعل تحت قشرة الأرض طبقة غير مسامية لتمسك الماء فلا تهرب ولتظل حاملة له وفى متناول الإنسان ولولاها لغارت المياه إلى قرار سحيق كالبترول فيشق على الإنسان الوصول إلى الماء ( قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين ) آية 30 سورة الملك
( 10 ) ذكر الله الماء فى القرآن على أنه صورة من صور النعيم فى الجنة (مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن ) كما ذكر الأكواب والأباريق والكئوس
( 11 ) أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بعدم التبذير فى الماء ولو توضأ الإنسان على نهر وذلك ليجعل الإقتصاد فى الإنفاق عادة متأصلة فى الإنسان تحكم سلوكه فى كل تصرفاته وهذه المفاهيم ترد فى الأذهان الآن وقد بدأ الناس يتحدثون عن حرب الماء القادمة
( 12 ) هارون الرشيد وقد طلب الموعظة من أحد العارفين وقد قبل الرشيد أن يشرب كوب ماء وهو ظمآن على أن يتنازل عن نصف ملكه ويقبل إذا حٌبس الماء أن ينزل منه ويتنازل عن نصف ملكه الآخر فيقول له العارف ( إذن فاتق الله ياأمير المؤمنين فى مٌلك لا يعدل شربة ماء وبولتها )
( 13 ) ليت الإنسان يذكر بذلك نعمة الله تعالى عليه ورحمته وحنانه وعطفه فيشكره ويستحيى من التقصير معه
( 14 ) أول ما تكون على الأرض بعد خلقها الماء حين اتحد غاز الأيدروجين مع غاز الأكسجين فالماء هو أكسيد إيدروجين أو هو إيدروجين مؤكسد , ثم هبط الماء على الأرض حتى بردت
والي اللقاء مع الموضوع القادم