التعليم التشاركي ، خطوة نحو الحضارة أم خطوة نحو الخسارة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا يخفى عليكم أن العلم هو أحد أهم متطلبات الحياة في عصرنا الحالي ، بل أن كل الحضارات السابقة من اليونانية والفينيقية والفرعونية وغيرها من الحضارات قديما وحديثاً إنما سادت بالعلم ، ولايخفى عليكم أيضا أن صروح العلم والتعليم هي الوسيلة المعتمدة من الدول للحصول عليه في زمننا المعاصر ، فماذا لو فقدت هذه الصروح مصداقيتها بما تخرجه إلينا من أفواج من أنصاف المتعلمين بل ولا نستحي من أن نقول من الجهلة أحيانا ، لقد أبتلينا في هذا الوقت بما يسمى بالتعليمن التشاركي أو التشاركيات التعليمية أو المدارس الخاصة ، حيث أصبح هم هذه المؤسسات الأول والأخير هو الربح المادي ضاربين عرض الحائط بأي قيم الصدق والأمانة والشرف التي يتحتم عليهم أن يتصفوا بها ، فمن أنصاف المعلمين والمدرسين والذين لا يملكون من أدوات التعليم شيئاً إلا قبولهم بمبالغ ضئيلة مقارنة بغيرهم من أصحاب الشهادات العالية والمؤهلين علميا وأدبيا لهذا المجال ، إلى أصحاب التشاركيات الذين لا يتورعون عن انجاح الفاشل وإلباس الحق ثوب الباطل ، وحجتهم في هذا أن هذا الطالب قد دفع رسوم دراسية لكي ينجح ، وأنه في حالة رسوبه فإنه لن يستمر بل لن يستمر أي طالب غيره في الدراسة ، لهذا فإننا قد نرى في المدارس والمعاهد والجامعات الخاضعة للدولة عبارة (( لم ينجح أحد )) ، ولكننا من المؤكد أن نجد في هذا النوع من التشاركيات التجهيلية عبارة (( لم يرسب أحد )) ، أنني لا أتبلى على الناس أو أقذفهم بالباطل كما قد يظن البعض ، بل أن هذا الكلام وصلني عن طريق أكثر من معلم من الذين يعملون بهذه التشاركيات ، حتى أن بعضهم أستغرب نجاح بعض الطلبه رغم تأكده من رسوبهم في مادته ، وعند مناقشته لإدراة التشاركية كان الجواب : إننا مؤسسة ربحية ولو أن هذا الطالب رسب فلن يعود للدراسة العام المقبل بل قد ينسحب معه بعض الطلبه ويذهبون إلى تشاركية أخرى يحصلون منها على النجاح ، يبدوا أننا أصبحنا في عصر يكيل العلم فيه بالباذنجان ، فإلى أولئك أقول : أتقوا الله فيما وكل إليكم من أمانات ، وراعوا ضمائركم في مجتمعنا الذي أضعتموه بتصرفاتكم لتملؤا حساباتكم المصرفية بأموال حرام تصرفونها على أهاليكم ، اللهم قد بلغت اللهم فأشهد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته