حكومات ولصوص

موضوع: حكومات ولصوص الأربعاء مارس 18, 2009 11:43 pm

المنحة النفطية الكويتيةللأردن تباع وتودع في حسابات شخصية

عندما تم اعتقال الصحفي الاردني " فهد الريماوي " بحجة ان احدى مقالاته كادت تتسبب بوقف " المنحة النفطية السعودية " للاردن وفقا لما كتبه الصحفي الارزقي " جميل النمري " حزن الجميع على " فهد الريماوي " كثيرا بخاصة وان قرار اعتقاله تم على ارضية حرص الحكومة الاردنية على مصلحة المواطنيين الاردنيين لان قطع " النفط " عن الاردن بسبب مقالة الريماوي يعني توقف السيارات عن العمل وتعطل " الصوبات " في فصل الشتاء وارتباك عمل المصانع الاردنية - على قلتها - لان محركات وماكينات هذه المصانع لا يمكن ان تشتغل بغير النفط .

* لذا ... وعندما تم الاعلان عن ان الملك عبدالله " بلع " كل الاهانات الكويتية التي كالتها له وللاردن الصحف الكويتية - على خلفية الاعتداء على طلبة الكويت في الجامعات الاردنية - من اجل اقناع الكويتيين بالاستمرار في ارسال " المنحة النفطية الكويتية " اعتبرت خطوة الملك ضربة معلم وكشفت عن حرص الملك على المصلحة العامة وايثاره لمصلحة شعبه على كرامته الشخصية وكرامة بلده .... وربما من اجل ذلك لم ترد الحكومة الاردنية ولا وسائل الاعلام الاردنية على الحملة الصحفية الكويتية التي بلغت حد التهكم على الملك وعلى الاردن والتي دعا خلالها الصحافي الكويتي " فؤاد الهاشم " الى طرد المدرسين الاردنيين من الكويت وعدم تجديد " المنحة النفطية " للاردنيين الا اذا تعهدوا باحترام الضيف كما ورد في مقاله .... ونفذت اجهزة الامن الاردنية الرغبات الكويتية " على داير مليم " فقامت باعتقال مواطنين ابرياء بحجة انهم اعتدوا على طالب كويتي بالضرب وان عملهم - غير الوطني - كاد يوقف " المنحة النفطية الكويتية " عن الشعب الاردني .

* من هنا كان هول " الصدمة " التي اصابت الشارع الاردني عندما كشف النائب الكويتي احمد السعدون النقاب عن ان المنحة النفطية الكويتية للاردن تباع في الاسواق الدولية وتحول اثمانها الى حساب بنكي خاص في امريكا مفتوح باسم شركة يمتلكها مواطن تركي ... وعرض احمد السعدون على النواب الكويتيين صورة عن رسالة بهذا الخصوص وجهها رئيس الوزراء الاردني فيصل الفايز الى وزير النفط الكويتي احمد الفهد الصباح يطلب فيها منه تحويل ثمن بيع المنحة النفطية الى الحساب المذكور .

* كان الاردنيون يعتقدون ان نفط الكويت الذي يهانوا من اجله وتمسح الصحف الكويتية الارض بكرامتهم كرمال عيونه يصل اليهم في " تناكر " يتم تكريرها في مصفاة النفط الاردنية قبل طرحها للتوزيع على المواطنيين الاردنيين .... وكانوا يعتقدون ايضا ان بعض مواطنيهم يشرب النفط شربا بدليل ان المنحتين النفطيتين السعودية والكويتية لا تكفي الاردن بدليل ان حكومة فيصل الفايز ضاعفت سعر الكاز والبنزين حتى دفعت مواطنا اردنيا من الكرك الى القول لمحطة الجزيرة القطرية :" ما في قدامنا حل الا ان الواحد منا يترك شغله ويدور يحطب خشب علشان يدفي اولاده في الشتاء لاننا ما بنقدر نشتري كاز ".

* وجاء نائب كويتي - وليس نائبا اردنيا - ليكشف المستور ويقول للاردنيين ان المنحة النفطية الكويتية تباع في الخارج وتودع اثمانها في حساب خاص لمواطن تركي على علاقة ما باحد الكبار في الاردن .

* وكما هو متوقع .... بادر مدير المصفاة الاردنية الى القول ان النفط الكويتي " ما بينفع " ولحق به وزير المالية الذي قال ان ثمن النفط الكويتي المباع يحول الى البنك المركزي الاردني دون ان يشرح لمواطنيه السر في ان الثمن يودع اولا في حساب شخصي في امريكا .... ودون ان يفسر السبب في مرور المبلغ عبر حساب ثالث ... ودون ان يؤكد بالوثائق ما يزعمه لان الحكومة الى يومنا هذا لم تنشر ولو صفحة واحدة عن حوالة مالية مرسلة من حساب التاجر التركي في امريكا الى الاردن .

* حاول وزير المالية الاردني ان يوحي في تعليقة المقتضب ان الكويتيين يسلمون النفط للشركة الامريكية التي تبيعه لصالح الاردن .... ولكن نص الرسالة التي بعث بها رئيس الوزراء الاردني الى الكويت لا تتحدث عن بيع النفط وانما عن تحويل ثمنه ... مما يعني ان الحكومة الكويتية هي التي تتولى بيع " المنحة النفطية " المقررة للاردن وتقوم بتحويل ثمنها الى الحساب البنكي الخاص للتاجر التركي في امريكا .

* ولان الحكومة الاردنية اكتفت بهذا التفسير الذي لا يقنع طفلا في مدرسة ابتدائية من مدارس طبربور .... ولانها تواصل الاصرار على التكتم عن المسألة وكأنها " غلطة " غير مقصودة في " بوكسة خيار " ارتكبها محاسب حمار في "حسبة" عمان .... فان التخريجات والتفسيرات والتحليلات التي تخرج من الاردن يوميا بدأت تتحدث عن عملية فساد وسرقة كبرى تورط فيها الملك ورئيس وزرائه شخصيا .

* مسئول اردني سابق صرح ان الحكومة الكويتية تعمدت تمرير وتسريب رسالة رئيس الوزراء الاردني للنائب الكويتي احمد السعدون بهدف احراج الملك اولا .... ثم حتى لا يقوم الملك لاحقا بانكار استلامه للمنحة النفطية لانه لا يوجد ما يثبت اصلا انها اعطيت للاردن فهي تخرج من الكويت نفطا يباع من قبل الحكومة الكويتية نفسها ثم يحول ثمنه الى تاجر تركي في امريكا .... فاين الاثبات ان الاردن استلم نفطا من الكويت ؟

* اما لماذا يلجأ الكويتيون الى هذا الاسلوب فلأنهم لدغوا من قبل .... يوم انضم الملك حسين الى صدام وانكر المنح النفطية والمالية الكويتية جملة وتفصيلا وسخر من الكويتيين ووصفهم بسكان الارض المالحة بل وتحدى ان يظهر الكويتيون وثيقة واحدة تثبت ان جلالته قبض منهم نفطا او مالا .... كانت المنح الكويتية - فيما يبدو - تخرج من الكويت الى حسابات الملك حسين في بنوك اوروبا ولعل هذا يفسر شراء الملك لعدة قصور فاخرة في لندن وواشنطن كما ان هذا يفسر هذه الثروة الخيالية التي هبطت على الملك حسين مع انه يعترف في مذكراته المطبوعة والتي توزع في مكتبات عمان بعنوان " مهنتي كملك " ان امه الملكة زين باعت دراجته الهوائية حتى تتمكن من تسديد ايجار الشقة التي كانوا يستأجرونها في جبل عمان ..... ولد باعت امه دراجته من اجل تسديد ايجار الشقة كيف اصبح بعد ثلاثين سنة مليارديرا ؟

* المؤمن لا يلدغ من جحر واحد مرتين .... ولان حكام الكويت يأتون على " بوز " قائمة المؤمنين فقد تلافوا الوقوع في الخطأ نفسه .... وحرصوا ان يكون في ايديهم ما يثبت انهم اغدقوا منحا نفطية على الملك وان هذه المنح تهرب الى حسابات بنكية خاصة في امريكا .... لذا مرروا رسالة رئيس الوزراء الاردني الى احمد السعدون الذي اعلنها في جلسة مجلس النواب ونشرت الصحف الكوينتية تفاصيلها .... ولم يعد امام الملك - في المستقبل - ان ينكر المنحة كما انكرها ابوه .

* هذا تخريج معقول لمسئول اردني سابق ادرى من غيره بمكة وشعابها .... ولكن : هل يعقل ان يتورط الملك بهذه الفضيحة وعلى هذا النحو ؟

* الشركات المسجلة في امريكا مفتوحة سجلاتها للعامة .... وباتصال هاتفي واحد الى سكرتارية ولاية كاليفورنيا وبالتحديد الى دائرة الشركات في هذه السكرتارية يمكن الحصول على بيان تأسيس الشركة التي تقبض اثمان النفط الكويتي بالنيابة عن الاردنيين .... وبقليل من " التفتيش " في سجلات الشركة وحسابها البنكي واسماء مؤسسيها والمنتفعين منها - وهي مهمة يمكن ان يقوم بها محقق خاص مقابل خمسمائة دولارا فقط - يمكن لجريدة الرأي الاردنية ان تتوصل الى الكثير من المعلومات التي يهم المواطن الاردني ان يعرفها .... والاجابة عن اسئلة بدأت ترد على خواطر الاردنيين مثل :

سين سؤال :- هل للملك عبدالله او زوجته او احد اخوانه او اقاربه اسهم في هذه الشركة ام لا ؟ وكم قيمتها ان وجدت ؟

سين سؤال :- هل لفيصل الفايز علاقة بهذه الشركة ؟

سين سؤال : - من هو هذا المواطن التركي الذي يمتلك الشركة ؟ وما علاقته بالاردن ؟ وهل هو مواطن امريكي اي هل يحمل الجنسية الامريكية ؟ ومتى اسس شركته ؟ وما هو مجال عملها ؟ وكم عدد موظفيها ؟ وما علاقتها بالنفط الشرق اوسطي ؟

سين سؤال : - كم تبلغ قيمة التحويلات المرسلة من وزارة النفط الكويتية الى هذه الشركة على حساب المنحة النفطية الاردنية ؟ ومتى بدأت ترسل هذه التحويلات ؟

سين سؤال : - هل خرجت اية مبالغ مالية من حساب هذه الشركة الى البنك المركزي الاردني كما يزعم وزير المالية الاردني .... وما هي قيمة هذه المبالغ بالقياس الى التحويلات الكويتية ؟ واين يذهب الفرق ؟

* التخريجات الاردنية الكثيرة حول هذه الفضيحة ربطت بين المنحة النفطية .... وتهريب اسئلة الثانوية العامة .... ووفقا لما قاله مسئول اردني سابق فان تهريب الاسئلة الى مدارس عمان الغربية الخاصة يتم سنويا ولا جديد في هذا الامر .... فالاسئلة تباع لابناء كبار المسئولين وتسلم نسخ منها لاصحاب المدارس الخاصة الكبيرة المملوكة لمسئولين سابقين وحاليين .... وهذا يفسر نسبة النجاح العالية بين طلبة هذه المدارس رغم انهم في اغلبهم من "الهمل" ومن المدمنين على المخدرات وحفلات الرقص والسكر والعربدة التي يقام بعضها في المدارس وباشراف مدرائها .... وتلجأ هذه المدارس دائما الى نشر اعلانات تهنئة تحتل صفحات بأكملها في الجرائد الاردنية رغم ارتفاع كلفة الاعلان على سبيل الدعاية طبعا لان بزنس المدارس الخاصة في الاردن " بومنغ " ويحقق مداخيل خرافية لاصحاب هذه المدارس وكلهم من كبار المسئولين والتجار وضباط المخابرات .

* بعد انكشاف فضيحة المنحة النفطية الكويتية .... كان لا بد من الهاء المواطنين الاردنيين بما هو اهم .... وهل هناك اهم من امتحانات الثانوية العامة التي تمس بيت كل مواطن اردني .... والتي تحولت الى تقليد سنوي ينتهي باعلان النتائج على انغام اغنية عبد الحليم ": وحياة قلبي وافراحه " !!

* فجأة .... تذكرت مخابرات الملك ان هناك تسريبا لامتحانات الثانوية العامة وقامت دائرة مكافحة الفساد بالقاء القبض على مدرس غلبان وناطور مدرسة وشوية طلاب قبل ان يعترف وزير التربية بالفضيحة .... وتم الهاء الاردنيين بمواقف بوليسية مسرحية .... بدأت بايقاف الامتحانات لمدة اسبوع ..... والاعلان عن ان المجرم هو مدرس وناطور مدرسة ..... وان دائرة مكافحة الفساد هي التي كشفت المؤامرة ..... وان المجرمين سيحولون الى العقيد مهند حجازي الذي هو نفسه نجح في الثانوية العامة عن طريق الغش ..... وتم لفلفة موضوع المنحة النفطية الكويتية تماما .... ولم يقم العقيد مهند حجازي بفضح اسماء المدارس المتورطة بالسرقة واسماء اصحابها .... واكتفى بتسريب خبر عن مدرس كان يبيع الاسئلة على طريقة جيمس بوند من خلال " الموبايل " .... وتوتو توتو خلصت الحدوتو ..... وعقابل المنحة النفطية الاماراتية ان شاء الله .... والعوض بسلامتكم