[size=12]الى إعلاميو مصر: "كيفية التعامل الإعلامى مع فرق القمة" درس إنجليزى جديد فى كرة القدم! انتهت مباراة مانشيستر يونايتد و ليفربول – أحدا فرق القمة فى البطولة الأقوى الدورى الإنجليزى - بسحق الريدز لمضيفه المانيو بأربعة أهداف لهدف ليتقلص الفارق بين الفريقان الى ثلاث نقاط.
لن نتحدث عن المباراة أو فنياتها و لكننى أود أن أطرح أحد الدروس المستفادة من هذا اللقاء الذى أقيم تحت مظلة رياضة كرة القدم ، و عنوان الدرس هو "التعامل الأعلامى مع فرق القمة" انطلاقاً من إيماننا بأن الإعلام هو أحد الأركان الأساسية فى مجالات الحياة عامة و كرة اقدم خاصة.
قبل المباراة بيومان انطلقت تصريحات نارية بين طرفى اللقاء فى محاولة من كل طرف للتأثير على الأخر ، فوجدنا توريس مهاجم ليفربول يتوعد اليونايتد بالهزيمة مردداً:" الدور عليكم يا مانشيستر!" موضحاً أن فريقه سيذيق منافسه مانشيستر يوناتيد من كاس الهزيمة الذى أذاقه الليفر لريال مدريد فى دورى أبطال أوروبا.
ليرد عليه واين رونى الفتى الذهبى الإنجليزى :"أنا أكره ليفربول!" ، فى رد فعل تعاملت معه الصحافة الإنجليزية الواعية على أنه أمر طبيعى بين منافسان يطمح كل منهما فى عرقلة مسيرة الأخر.
تخيل معى قارئى العزيز ماذا سيكون رد فعل الصحافة و الإعلام المصرى إذا كانت تلك التصريحات خرجت من فم أحد لاعبى الأهلى و الزمالك؟
ستجد إعلاميونا المبجلين يتبارى كل منهم فى إتهام أحد اللاعبين بغرض الدفاع عن "لونه" أبيض كان أو أحمر ، متناسيين أن الصحافة و الإعلام هى مهنة كل جديد و مهنة قائمة على أساس الإثارة و التشويق من أجل جذب القارئ بشرط اعطائه المعلومات دون تضليل أو تزييف.
ستجد من يقول أن لاعب الأحمر يذكى نيران التعصب و الفتنة و على الجانب الأخر تجد من يحمل لاعب الأبيض مسئولية أى شغب أو تجاوزات ستحدث بسبب تصريحاته المتعصبة.
بينما لا يتخطى الأمر حاجز "الحرب النفسية" التى يشنها كل طرف من أجل محاولة زعزعة ثقة الطرف الأخر لتحقيق نتيجة إيجابية و النتيجة النهائية مستوى مرتفع و منافسات قوية تخدم رياضة كرة القدم فى تلك البلاد.
و لكن فى بلد مثل إنجلترا تعاملت الصحافة و الإعلام مع تلك التصريحات النارية على أنها حق مشروع لكل فريق من أجل تصدير الضغوط للفريق الأخر، و لم يتفرغ محلليها و نقادها للانحياذ الى لون على حساب الأخر و الدفاع عنه من أجل مصالح شخصية تحكم التعاملات داخل هذا الوسط.
هذا هو الفارق .. هذا هو الفارق بين إعلام بلد يتعامل بموضوعية و شفافية من أجل المصلحة العامة ، و بين بلد تجد فيها أعلاميون من نوعية من هاجم فعلة جوزيه المشينة "واقعة الجزمة" بينما كان نفس الشخص من أشد المدافعين عن لاعب بترول أسيوط هنرى أكيلى عندما خلع "الشورت" احتفالاً بهدفه فى الأهلى مبرراً دفاعه بأن خلع الشورت شئ عادى فربما تكون تلك هى الطريقة التى يفرح بها اللاعبون فى نيجيريا موطن اللاعب!!
هذا هو الفارق.. هذا هو الفارق بين إعلام بلد يتعامل مع الأمور بغض النظر عن المصالح الشخصية ، و بين بلد تجد فيها إعلاميون من نوعية من طالب بمقاطعة جوزيه بسبب فعلته المشينة أيضاً متناسياً أنه هو شخصياً قد استغل منصبه كرئيس تحرير لأحد الصحف الرياضية الأسبوعية المصرية للقيام بفعل مشين عندما وجه للاعبى الزمالك لفظاَ أباحياً مكون من ثلاثة حروف – تمت كتابته على غلاف الصحيفة- اعتراضاً منه على انخفاض مستواهم خلال الفترة السابقة.
لا أدافع عن جوزيه و لا أهاجم أحداً و لكننى أطالب للمرة المليون بضرورة تعميم التعامل بموضوعية بغض النظر عن أية مصالح شخصية ، لأن هذا هو السبيل الوحيد للتقدم و الرقى فى أى مجال من مجالات الحياة .. و لكم فى إنجلترا العبرة.
[/size]